الأمم المتحدة تدين تصرّفات السعودية ضدّ الحقوقيين وتطالب بالإفراج الفوري عن معتقلات الرأي
حثّ فريق من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة السعودية على «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع النساء المدافعات عن حقوق الإنسان بما في ذلك ست سيدات ما زلن في السجن بتهم تتعلق بالدفاع السلمي عن حقوق الإنسان».
وقال فريق الخبراء الأممي في بيان لهم أمس، «إن السيدة إسراء الغمغام اعتقلت في عام 2015 بسبب مشاركتها في مظاهرات سلمية مؤيدة للديمقراطية عام 2011 بالإضافة إلى كل من السيدات سمر بدوي ونسيمة السادة ونوف عبد العزيز ومايا الزهراني وهتون الفاسي».
وقال البيان «إن الخبراء يدينون بأشد العبارات الممكنة تصرفات السلطات السعودية ضد هؤلاء المدافعات عن حقوق الإنسان ويطالبون على عجل بالإفراج فوراً عنهن وإسقاط التهم الموجّهة إليهن».
وأعرب الخبراء عن «قلقهم الشديد إزاء السيدة إسراء الغمام التي تجري محاكمتها في محكمة الرياض الجنائية التي أنشئت للتعامل مع قضايا الإرهاب»، بتهم يبدو أنّها «تفتقر إلى القواعد القانونية من دون أن يكون لديها اي تمثيل قانوني خلال محاكمتها» بحسب البيان الأممي، الذي اعتبر أن «محاكمة هذه السيدة قد يكون مرتبطاً فقط بكونها تنتمي إلى الأقلية الشيعية».
وتواجه السيدة الغمغام عقوبة الإعدام لـ»تأكيدها حقها الأساسي في التجمع السلمي».
من جهة أخرى، وصل فريق سعودي إلى أنقرة، للتحقيق في قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي غداةَ الإعلان عن تشكيل لجنة عمل مشتركة.
إلى ذلك، قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي «إن الجهات الأمنية التركية أوشكت أن تنتهي من التحقيقات في قضية خاشقجي وإنها تنتظر الوقت المناسب لإعلان نتائجها»، معرباً عن «قناعته الشخصية بأن الكاتب السعودي قتل».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن مسؤولين أميركيين وأتراك لم تسمّهم «أن تركيا أبلغت مسؤولين أميركيين بأن لديها تسجيلات صوتية ومصوّرة تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول».
الصحيفة قالت «إنه لم يتضح ما إذا كان المسؤولون الأميركيون قد شاهدوا اللقطاتِ المصوّرةَ أو سمعوا التسجيلات الصوتية، لكنّ المسؤولين الأتراك وصفوا لهم محتوى هذه التسجيلات».
وأفاد مسؤول أمني تركي بأن «المحقّقين الأتراك يستعدّون لدخول القنصلية، لكنهم ينتظرون التصريح النهائي من السعوديين».
وفي أول ردّ فعل فرنسي على اختفاء الخاشقجي قالت باريس أمس، «إن ذلك يثير تساؤلات خطيرة»، مضيفة «أنها أوضحت للرياض أن الاتهامات الموجهة إليها تتطلَّب شفافية وإجابات شاملة ومفصَّلة».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، «إنه يشعر بقلق شديد بسبب اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي وإنه سيتحدث في المسألة مع قادة السعودية وتركيا خلال الأيام المقبلة».
وأضاف ماكرون خلال مقابلة مع تلفزيون فرنسا 24 «أنا بانتظار ظهور الحقيقة والوضوح الكامل. الأمور المذكورة خطيرة للغاية… فرنسا تريد عمل كل شيء حتى تتسنى معرفة الحقيقة كاملة، في ما يتعلق بهذه القضية التي تثير عناصرها الأولى قلقاً شديداً».
وأشار إلى أنه «سيتخذ موقفاً من القضية بمجرد أن تتضح الحقائق وأنه سيبحث المسألة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان».
بدورها، قالت المتحدثة باسمِ وزارة الخارجية الأميركية «إن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة سيتوجه إلى بلاده للاطِّلاعِ على آخر مستجدات قضية الخاشقجي، وإن بلادها تتوقع الحصول على المعلومات فور عودته».