توّج زيارته أرمينيا بلقاء الرئيس الفرنسي رئيس الجمهورية: تأليف الحكومة شأن لبناني بحت

توّج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاركته في القمة الفرنكوفونية بلقاء عقده في الحادية عشرة بتوقيت أرمينيا العاشرة بتوقيت بيروت ، مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بدأ اللقاء بخلوة بين الرئيسين دامت قرابة العشرين دقيقة، ثم انضمّ إليهما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمستشار الدبلوماسي للرئيس ماكرون السفير فيليب اتيان.

بعد اللقاء، أوضح عون في دردشة مع الصحافيين أن التفاهم كان تاماً مع الرئيس الفرنسي حول المواضيع كافة، «ونحن نتعاون دائماً مع بعضنا كأصدقاء». ورداً على سؤال حول تشكيل الحكومة أكد الرئيس عون أن الاجتماع مع الرئيس ماكرون ليس بهدف تشكيل الحكومة، لأن هذا شأن لبناني بحت، «لكنه يرغب طبعاً في تشكيلها وخصوصاً بعد اجراء الانتخابات النيابية».

وإذا كان سيلتقي الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، أكد رئيس الجمهورية ان الرئيس الحريري مرحَّب به ساعة يشاء.

وإذا كان الرئيس الفرنسي قد أبلغه أن مؤتمر سيدر في خطر قال: «عندما يصرّح الرئيس ماكرون بذلك سوف تعلمون بالأمر».

وقالت مصادر الوفد اللبناني إن الرئيسين عون وماكرون أجريا جولة أفق تناولت الاوضاع في لبنان ودول المنطقة، وتطرق البحث خصوصاً الى موضوع التهديدات الإسرائيلية حيث كان الرأي متفقاً على ضرورة العمل لإبقاء الوضع مستقراً في الجنوب، كما شمل البحث موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى الأماكن الآمنة والمستقرة في بلادهم، وان تقدم الامم المتحدة مساعدات لهم في مناطقهم داخل سورية.

وفي الشأن الحكومي أكد عون أن الاتصالات جارية لتشكيل الحكومة التي اعتبر الرئيس ماكرون أنه لا بد من تشكيلها بعد الانتخابات النيابية.

اشارة إلى أن الاجتماع بين عون وماكرون انعقد في غرفة خاصة تابعة لمركز القمة أطلق عليها اسم المغني الراحل الفرنسي الأرمني الأصل شارل أزنافور ووضعت فيها صورته مع باقة من الزهر.

وفي وقت لاحق، اجتمع عون مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بحضور الوفد الرسمي التونسي. وقد حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية، وسفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر، ومدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار أسامة خشاب. وتطرق البحث خلال الاجتماع الى العلاقات اللبنانية التونسية، حيث اتفق الرئيسان على ضرورة تطوير هذه العلاقات لتشمل المجالات كافة. كما تناول البحث الأوضاع في المنطقة والقضايا العربية المشتركة في ضوء التطورات الأخيرة. ووجّه الرئيس التونسي دعوة الى الرئيس عون لزيارة تونس. كما جدّد رئيس الجمهورية الدعوة للرئيس السبسي للمشاركة في القمة الاقتصادية والتنموية التي ستعقد في بيروت في كانون الثاني المقبل، علماً أن الدعوة الرئاسية قد وجّهت الى الرئيس التونسي خطياً ونقلها وزير المال .

وتطرق البحث أيضاً الى ما يميز لبنان وتونس على صعيد الثقافات والحضارات المشتركة. وفي هذا السياق، تحدّث عون عن «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» التي يعمل لبنان على إنشائها، فلقيت هذه المبادرة اللبنانية دعماً من الرئيس التونسي الذي نوّه بمواقف الرئيس عون، وجهوده ودوره على صعيد دعم القضايا العربية وقيادة لبنان الى شاطئ الأمان والاستقرار والسيادة.

الى ذلك أعلنت الأمينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية السيدة ميكاييل جان في تقرير قدّمته في الجلسة المغلقة الثانية للقمة الفرنكوفونية المنعقدة في العاصمة الأرمينية يريفان، ان المكتب الاقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط سيبدأ عمله في العام 2020. وتوجّهت الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يرأس الوفد اللبناني منوّهة بالتعاون الذي لقيته المنظمة منه ومن المسؤولين اللبنانيين، معربة عن سعادتها بقرار المنظمة فتح المكتب في بيروت.

وكان عون شارك قبل ظهر أمس، في أعمال الجلسة الثانية المغلقة للقمة. وانضمّ الى الوفد اللبناني الرسمي وزير الخارجية، الى جانب وزير الثقافة غطاس خوري، ووزير السياحة أواديس كيدنيان، وسفيرة لبنان في أرمينيا السفيرة مايا داغر، وسفيرة لبنان لدى الاونيسكو سحر بعاصيري، والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرنكوفونية البروفسور جرجورة حردان، والسفير خليل كرم، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار في وزارة الخارجية السفير اسامة خشاب، وعدد من الدبلوماسيين.

وكان جرى انتخاب أمينة عامة جديدة للمنظمة الفرنكوفونية هي وزير الخارجية والتعاون في روندا لويز موشيكيوابو، وأقرّت مجموعة بنود متعلقة بلبنان، وجدّدت تأكيدها التمسك بسيادته وأمنه وسلامة أراضيه، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وحيّت في مقرّراتها الجهود الساعية الى تشكيل حكومة جديدة في البلاد بهدف تقوية المؤسسات الدستورية فيها، والقيم الإنسانية التي تميزها، لا سيما التسامح، والعيش المشترك والتنوّع الديني، والثقافي والسياسي. وأبدت دعمها كل المبادرات في هذا الإطار.

وأكدت دعم استقرار لبنان، الذي في ظل الازمة المتفاقمة في المنطقة، يعتمد ويعزز سياسة ملموسة للنأي بالنفس، ودعت مجموعة الأطراف المعنية الى احترام الالتزامات المتخذة في المؤتمرات الدولية للدول المانحة، لا سيما في المؤتمر الاقتصادي لتنمية لبنان من خلال الإصلاحات والاستثمارات «سيدر»، الذي انعقد في السادس من نيسان 2018 في باريس. كما ندعو شركاء لبنان، نظراً للإصلاحات البنيوية التي التزمت بها السلطات اللبنانية، الى تقديم دعم مادي واقتصادي ضروري لتقوية المرونة الاقتصادية والقدرات المؤسسية للبنان.

وجددت التعبير عن القلق البالغ من انعكاسات التدفق الكثيف لأكثر من مليون ونصف مليون سوري الى لبنان، من بينهم مليون شخص مسجل لدى المفوضية العليا للاجئين. وإذا اضيف هذا العدد الى العدد المرتفع للاجئين الفلسطينيين المسجلين في لبنان او الموجودين فيه منذ العام 1948، يشكل ذلك نحو نصف عدد سكان لبنان، ويجعل منه البلد الذي يستضيف اكبر عدد من النازحين واللاجئين في العالم نسبة الى عدد السكان والمساحة.

واعتبرت أن الحل الوحيد الدائم للنازحين واللاجئين السوريين في لبنان هو عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم، وذكّرت بـ «ضرورة إيجاد الظروف لهذه العودة، ضمن احترام سيادة لبنان ودستوره، ومبادئ القانون الدولي ذات الصلة، لا سيما مبدأ عدم الإعادة القسرية. وفي هذا الإطار وأعربت عن التضامن مع الشعب اللبناني والسلطات اللبنانية، وحيّت شجاعتهم وكرمهم وتفانيهم في سبيل تجاوز تحديات هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة. وأشارت مجدداً إلى ضرورة تقوية القدرات اللبنانية والاستجابة للضرورات الانسانية، وحيت الدعم المقدم من قبل الشركاء الدوليين.

الى ذلك، عاد رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت عند الخامسة من بعد ظهر أمس، في ختام زيارة أرمينيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى