قصص ناجيات رسالة أقوى لـ«الكشف المبكر عن سرطان الثدي»

قصص الناجيات كانت الحامل الأقوى لرسالة الجمعية السورية لأمراض الثدي في سلسلة المحاضرات التي أطلقتها بداية تشرين الأول الحالي من أجل التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي بما تحمله من شجاعة في مواجهة المرض وإرادة لتجاوزه والاستمرار بالحياة.

الكنج

سامية الكنج نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية التي اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي منذ 18 عاماً عن طريق صورة ماموغرام حوّلت مرضها دافعاً ورغبة بالوصول إلى جميع السيدات وتوعيتهن بالكشف المبكر لتفادي رحلة مضنية من العلاج فشاركت بتأسيس الجمعية مع مجموعة من الأطباء عام 2006.

وتقول الكنج إن «الكشف المبكر جنّبني استئصال كامل الثدي والعلاج الكيميائي والشعاعي فقرّرت أن أنقل هذه التجربة لأكبر شريحة ممكنة من السيدات ليحظين بفرصة الشفاء التي حظيت بها».

الحصري

وفي محاضرة بكنيسة سيدة دمشق جلست إلى جانب الكنج لمياء الحصري التي انتصرت على سرطان الثدي من الدرجة الرابعة منذ عشرين عاماً فتحدّثت عن تجربتها.. «كانت رحلة علاج طويلة بدأت باكتشاف الورم واستئصال الثدي بالكامل وتجريف العقد الإبطية إضافة إلى المعالجة الكيميائية والشعاعية.. وأصعب اللحظات تساقط شعري ومواجهة المجتمع، لكني هزمت المرض بفضل دعم أسرتي ووقوفهم إلى جانبي وتشجيعهم لي باستمرار».

وترى الحصري أن تجربتها منحتها قوة كبيرة وقررت دعم ومساندة المريضات الأخريات عبر الجمعية، معتبرة أن الحالة النفسية والمعنوية للمريضة مؤثرة جداً على العلاج.

مناشي

وفي المحاضرة التي نظمتها أسرة الرعية الجامعية في كنيسة السيدة بالتعاون مع جمعية أمراض الثدي بينت طبيبة أمراض الدم والأورام الدكتورة مها مناشي أن 10 في المئة فقط من كتل الثدي سرطانية والتصوير الشعاعي بالماموغرام يكشف 90 في المئة من الحالات وينقص نسبة الوفيات إلى النصف ويجنّب استئصال الثدي بشكل كامل وتجريف عقد الإبط، مشيرة إلى ضرورة إجرائه مرة كل سنتين بعد عمر الأربعين.

وتأتي هذه المحاضرات ضمن نشاطات الحملة الوطنية للتوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي المتزامنة مع شهر التوعية العالمي بالمرض وتشمل أيضاً معاينات وفحوصاً طبية وشعاعية مجانية في عشرات المراكز الصحية الموزعة في مختلف المحافظات.

المدرس

رئيس مجلس إدارة جمعية أمراض الثدي الدكتور نوري المدرس أوضح أن هدف المحاضرات الوصول إلى كل شرائح المجتمع للفت الانتباه الى أهمية الكشف المبكر في الحد من وفيات سرطان الثدي وتسريع مراحل العلاج والشفاء.

رومية

بدورها أوضحت الدكتورة ميادة رومية، طبيبة نسائية وتوليد، أن هناك اعتقادات خاطئة كثيرة مرتبطة بسرطان الثدي، منها أنه يؤدي لوفاة كل المصابات به. وهذا ليس صحيحاً فقد تصل نسب الشفاء إلى 100 في المئة عند اكتشافه في مراحله الأولى.

ومن الأفكار الخاطئة أيضاً حسب رومية أن الورم السرطاني مؤلم وغالباً وراثي ويحتاج دائماً لعلاج كيميائي، فيما الحقيقة أنه قد لا يترافق مع ألم ولا سيما بمراحله الأولى كما أنه وراثي في 5 إلى 10 في المئة من الإصابات فقط كما لا يتطلب علاجاً كيميائياً في حالات كثيرة.

حملة التوعية بسرطان الثدي منذ نحو ربع قرن

ويرتبط شهر تشرين الأول بشريطه الوردي مع التوعية بسرطان الثدي منذ نحو ربع قرن لرفع الوعي العالمي بالمرض أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء، حيث سجل 2 مليون حالة جديدة عالمياً هذا العام، وفقاً لأرقام الصندوق العالمي لأبحاث السرطان.

وفي سورية، يُصنف سرطان الثدي أيضاً كأكثر السرطانات شيوعاً بين النساء بنسبة 30 في المئة، وفقاً للسجل الوطني للسرطان بوزارة الصحة التي توفر خدمات استقصائية وعلاجية مجانية لجميع مصاباته.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى