مظلوم لـ«العهد»: المقاومة تواجه «إسرائيل» رغم محاولات إلهائها بمحاربة التكفيريين
أكد النائب البطريركي العام في لبنان المطران سمير مظلوم «أنّ المسيحيين موجودون في هذه المنطقة قبل أن يتدخل الغرب وقبل أن يعتبر الغرب نفسه حامي الأقليات»، لافتاً إلى «أنهم أصيلون في هذه المنطقة وكانوا فيها قبل الإسلام وعاشوا مع المسلمين منذ أكثر من 1400 سنة إلى الآن، وقد بنوا سوية الحضارة العربية المشتركة». واعتبر «أنّ الغرب تدخل في المنطقة بما يتلاءم مع مصالحه، وحتى الأميركيون تدخلوا دفاعاً عن إسرائيل»، مشيراً إلى «أنهم يريدون أن يفتتوا كل ما هو حول «إسرائيل» لتبقى السيدة المطلقة في المنطقة».
وقال: «الغرب لا يُقبل على المنطقة حماية لمسيحييها وفي الوقت الحاضر لا يأبه لمسألة الوجود المسيحي والأقليات، بالعكس هو يعمل على تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية تبقى على تصارع دائم حتى ترتاح إسرائيل، فالغرب ليس المخلص الذي نلجأ إليه، وتدخله ليس دائماً لحماية المسيحيين بل يأتي خدمة لمصالحه». وأضاف: «نحن على تواصل دائم مع السلطة الكنسية في سورية، ومن جملة التعديات على المسيحيين في سورية ما جرى في معلولا على أيدي الجماعات التكفيرية التي تعتقد أنّ لها الحق في فرض وجهة نظرها على الناس، وهذا يدخل ضمن إطار مخطط دولي كبير يهدف إلى تفتيت المنطقة والدول التي تشكل بوحدتها وقوتها مصدر إزعاج للإسرائيليين».
وعن الأزمة السورية، رأى مظلوم «أنّ كل التحالفات بين إسرائيل والغرب تهدف إلى الحفاظ على الدولة الإسرائيلية وإعطائها الأولية على كلّ ما تبقى، ومن أجل ذلك يصار إلى إضعاف الدول المجاورة لها، ففي لبنان تسبّبوا بحرب بين الشعب وأضعفوا الجيش والاقتصاد، إلى أن وقفت المقاومة الإسلامية في لبنان ضدّ إسرائيل رغم كلّ المحاولات اليوم لإلهائها في سورية بالتكفيريين، وكأنّ هناك تحالف سري بين الدول المُخططة وبين الجماعات التكفيرية، هذا كله يمسّ المسيحيين في سورية ولبنان على حدّ سواء».
ولفت إلى «أنّ الإرهابيين موجودون قبل اشتعال الحرب في سورية، هم كانوا قد بدأوا في مصر وليبيا وتونس والعراق، لكن في سورية فُتحت أمامهم جبهة واسعة وطويلة، حيث صبّوا كل قواهم».
وعن مشاركة حزب الله في القتال في سورية، قال مظلوم: «حزب الله ارتأى أن يكون في سورية لصدّ الجماعات المسلحة هناك، نحن كنا نتمنى ألا تحصل هذه الأحداث من الأساس في المنطقة، وكل ما يجري يتطلّب من الدولة أن تكون قوية، وأن تتفرّغ المقاومة لردع الاعتداءات الإسرائيلية في شكل أساسي، نحن نقول في هذا الإطار، لا يجب أن يبقى وضع الدولة اللبنانية على ما هو عليه اليوم من تفكك».
وردّاً على سؤال حول التمديد للمجلس النيابي، أجاب مظلوم: «موقف بكركي هو مع تأمين الحياة الطبيعية للدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية حتى تستطيع أن تقوم بدورها المطلوب، وكل ما يمنع أو يؤخر الوصول إلى هذا الهدف نعتبره مصدر خطر على مستقبل كل اللبنانيين، ومن الأساس كنا مع الاتفاق على قانون انتخابي عادل يؤمن التمثيل الصحيح لكافة اللبنانيين، لكنّ هذا الأمر لم يحصل ودُفع بالمجلس النيابي إلى التمديد لنفسه مرة أولى، ثم ها هو يعيد التمديد مرة أخرى، وطالبنا بانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية التي يحدّدها القانون، غير أنّ المهلة انتهت في 25 أيار ونحن إلى اليوم نعيش في فراغ رئاسي، ما يزيد من تفكك وضعف الدولة، اليوم المجلس النيابي يتأثر بهذا التقصير والحياة الاقتصادية في لبنان».
وعن استهداف البعض للجيش اللبناني، قال: «التكفيريون لم يظهروا اليوم في طرابلس، غير أنهم كانوا محدودين وتأثيرهم خفيف لأنّ الدولة كانت أقوى وكانت أكثرية اللبنانيين ضدّ هذه الموجة، لكن مع صعود داعش في المنطقة تشجّعت الجماعات في طرابلس أكثر».
وتابع مظلوم: «هناك أناس مثل خالد الضاهر لديهم خطاب مزدوج يستفيدون من الجهتين، وقد يكون في قرارة نفسه قريباً أكثر من الجماعات المتطرفة، لكنّ مصلحته تتطلب أن يبقى منضماً الى تكتل نيابي كبير حتى يحفظ له دور، هذا يؤذي الجيش والعيش المشترك ونحن نرفضه، وندعو كل اللبنانيين إلى دعم الجيش للقيام بدوره».