الأسد لرئيس القرم: الزيارة بداية جيدة لبناء علاقات تعاون في مختلف المجالات
هنأ الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسينوف أمس في دمشق، شعب القرم وقيادته على تحقيق إرادتهم بالعودة إلى حضن الوطن الأم روسيا.
وأكد الأسد خلال اللقاء أن هذه الزيارة تشكل بداية جيدة لبناء علاقات تعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وخاصة أن البلدين يمتلكان موقعاً متميزاً على البحرين الأسود والمتوسط.
من جانبه أعرب أكسيونوف عن سعادته بزيارة سورية والعمل على ترسيخ العلاقة بين الجانبين بما يخدم مصالح شعبي القرم وسورية اللذين كافحا للدفاع عن بلديهما وعن إرادتهما المستقلة.
وجرى خلال اللقاء استعراض الخطوات التي تم الاتفاق على القيام بها بشكل فوري لتكون الأساس في بناء علاقات قوية بين الجانبين، ومن ضمنها إنشاء البيت التجاري المشترك وشركة نقل بحري مشتركة وتبادل السلع والمنتجات التي ينتجها ويصنعها الجانبان وإطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال ووضع خطط تبادل ثقافي تؤسس لعلاقة مديدة بين الشعبين.
وكان الأسد أعرب أثناء لقائه وفداً رسمياً من شبه جزيرة القرم الروسية يزور دمشق، عن نيته حضور منتدى «يالطا» الاقتصادي الدولي في القرم في أبريل 2019، إن سنحت له الفرصة.
وقال أندري نازاروف، أحد أعضاء وفد القرم والرئيس المشارك في منتدى «يالطا» الاقتصادي الدولي للصحافيين أمس: أن الرئيس الأسد قال إن دعوتنا، تمثل شرفاً عظيماً بالنسبة له، وأنه في حال سنحت الظروف فإنه بالتأكيد سيزور القرم ويحضر المؤتمر. كما أشار إلى أن الرئيس الأسد أعرب عن رغبته في زيارة القرم، والمشاركة في «مثل هذا الحدث الدولي». وأضاف نازاروف أن اللقاء مع الأسد شمل الحديث عن وضع آلية لإطلاق رحلات مباشرة بين سورية والقرم.
وفي الإطار ذاته بحث رئيس جمهورية القرم مع رئيس مجلس الشعب حموده الصباغ سبل دفع العلاقات البرلمانية بين البلدين ووضع الأسس اللازمة لهذه العلاقات وتشكيل فريق عمل للتنسيق مع مجلس الشعب في سورية بهذا الشأن.
وأشار رئيس مجلس الشعب إلى أهمية إنشاء جمعية صداقة برلمانية بين البلدين وتبادل الزيارات لدفع العلاقات البرلمانية بين الجانبين.
ووقعت سورية وجمهورية القرم الروسية في مبنى رئاسة مجلس الوزراء مذكرة تعاون في المجال الاقتصادي والتجاري وقعها عن جمهورية القرم الرئيس أكسيونوف وعن الجانب السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل.
جاء ذلك في ختام مباحثات رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس مع رئيس جمهورية القرم والوفد المرافق له والتي تم التطرق خلالها إلى الخطوات الإجرائية اللازمة للتعاون الاقتصادي على المدى الطويل بما يحقق الفائدة للطرفين ويعود بالنفع على شعبيهما في المجالات التجارية والنقل البحري والجوي.
وفي السياق، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئاسة الروسية وجهت دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة روسيا، بما في ذلك جمهورية القرم.
وقال لافروف في حديث لقناة «يورونيوز» أمس: «زار رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسيونوف، دمشق مؤخراً تلبية لدعوة الرئيس الأسد، ونقل، كما هو معتاد في الممارسات الدبلوماسية العادية، دعوة من القيادة الروسية إلى الرئيس الأسد لزيارة روسيا الاتحادية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم».
وأضاف لافروف أن « الرئيس بشار الأسد شريكنا، ونقوم بانتظام بتبادل الزيارات مع زملائنا السوريين، على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية والتجارة والاقتصاد، على حد سواء. وبالطبع ندعم الاتصالات بين الجهات العسكرية والاستخبارية، وهو أمر مهم جداً لمكافحة الإرهاب».
وأشار إلى أن مناطق روسية تولي اهتمامها بتطوير العلاقات التجارية مع سورية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن وفداً روسياً زار السعودية خلال اليومين الماضيين لبحث آخر مستجدات الوضع في سورية.
وقالت الخارجية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: «قام وفد روسي رفيع المستوى ضمّ مبعوث الرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، بزيارة إلى السعودية يومي 14 و15 أكتوبر الحالي».
وأضافت أن الوفد عقد مباحثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومع وزير الخارجية عادل الجبير وجرى «تبادل مفصل للآراء حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على مستجدات الوضع في سورية».
وحسب البيان، فإن الطرفين عبرا عن «الإدراك المشترك لضرورة القضاء نهائياً على بؤر الإرهاب في سورية، وأهمية الإسراع في التوصل إلى تسوية سياسية ثابتة ودائمة للأزمة السورية».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تقاعس القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية سمح للإرهابيين بالسيطرة على منطقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، الفريق فلاديمير سافتشينكو، في بيان له: «نتيجة تقاعس القوات الموالية للأميركيين، تمكّن الإرهابيون من فرض السيطرة الكاملة على منطقة بطول نحو 20 كلم على امتداد الضفة الشرقية لنهر الفرات بين هجين وسوسة».
وأضاف سافتشينكو أنه على الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن الانتصار على إرهابيي «داعش»، لا يزال المسلحون يسيطرون على بعض المناطق في البلاد، ويواصل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وتشكيلات «قوات سوريا الديمقراطية» الموالية للأميركيين «محاكاة» محاربة المسلحين في ريف دير الزور الجنوبي.
وأشار كذلك إلى أن المسلحين هاجموا مخيماً للنازحين يوم 13 أكتوبر، وخطفوا 700 شخص ونقلوهم إلى هجين.