صباح الخير لفلسطين وأجساد أطفالها
صباح الخير
صباح الخير للطفولة الرقيقة تسترقها أغلظ أيادي الجلاوزة والجزارين كحملان في مسالخ الجلادين.
صباح الخير لوديع مسودة ابن الخليل في فلسطين الذي تمركز جنود قوات الاحتلال لسوق أيامه الغضة تحت أظافرهم وخشونة قبضاتهم، كأنهم يكتشفون جريمة العصر. وبكاؤه وارتجاف عضلات صدره واختناق البحة في صوته، كل ذلك يهزّ أكبادنا ويدمي عيوننا ويستنفر بقايا الكرامات في أمة كادت تفقد معنى النخوة والشهامة والكرامة.
لا أصبح الخير ولا أمسى عل تنفخ كروش الأمراء والشيوخ والملوك على العروش في موائد النفاق الرمضانية وكذبة الصيام قربة لله وتجارة خدمة الحرمين وهم يرون بالعيون البلهاء الفارغة المسترخية أهدابها كيف يموت أطفالنا وتساق نساؤنا ويعتدى على شيوخنا أمام كل عتبة وتقتلع أشجارنا وتهدم قدسنا ولا تهتز لهم قصبة.
كمشة اللحم التي ساقها الجند أمس للمتهم بالإرهاب وديع مسودة بسنواته الخمس وهو يلفظ أنفاسه بين أيديهم تكتب سيرة الأعراب ينفقون المال لذبح الطيبين في سورية ليرتوي ظمأ الحقد والانتقام لكل من تقدم عليهم في قيم النخوة والعزة وفضح عجزهم وعارهم وكشف خيباتهم من لبنان إلى غزّة.
كما أطفال سورية يتضرجون بدماء القتلة الذين سلطهم مال النفط الأسود والحقد الأسود والفتاوى السوداء، أطفال فلسطين ترديهم الأيدي السوداء بأعصاب باردة لأن أمتهم قد تخشبت وتيبست في عروقها الهمم ومات حسابها بين الأمم.
صباح الخير يا وديع لقلبك لعينيك ليديك لصرخاتك لنبضاتك فأنت بقية شرف فينا ماتت بالأمس، فخير لك الطين من أن تشهد باقي مهزلة البيع والشراء في سوق النخاسة عندما يوقعون باقي صك اغتصاب فلسطين.
12-9-2013