ذكّر إن تنفع الذكرى
قبل سنة، والمشهد الذي نراه اليوم يتأسس، كل يوم يسعى الأميركيون في قيادة حلف الحرب على سورية لبناء قوة موحدة قادرة على قتال الدولة وبعيدة عن القاعدة، والفشل نصيبها في هذه الفانتازيا، حتى صار الحال دعوهم يقتتلون.
آخر همّ واشنطن مصير جماعاتها 2013-09-27
تقدّم سريع ومفاجئ في مفاوضات الملف النووي الإيراني وقبول أميركي بالنسخة الروسية الأصلية لمشروع القرار المعدّ لمجلس الأمن حول الكيماوي السوري فما الذي تغير؟
واشنطن كانت تنتظر جواباً إيرانياً وروسياً وصينياً حول تسهيلات الانسحاب من أفغانستان فحصلت عليه إيجابياً شرط إنهاء الخلاف حول سورية.
راهنت واشنطن على الوقت وهي لا تملكه، ففي حالة أفغانستان معها أشهر قليلة لكنها كانت تمتصها حتى آخر قطرة انتظار ممكنة بالحفاظ على مناخ التصعيد أملاً بالحصول على ما هو أفضل.
انهيارات متسارعة في تشكيلات المعارضة، والقاعدة تسيطر عسكرياً وينهار نفوذ الإئتلاف كحصان للرهان في جنيف والمنافسات الانتخابية وخطة الكيماوي لسنوات تربط ضمان التنفيذ بتماسك المؤسسة العسكرية والأمنية السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، وبالتالي عدم التمسك بغلواء طرح الرئاسة السورية للنقاس والتفاوض والضغوط.
الضغط السعودي والتركي للتصلب والعنجهية الفرنسية الفارغة لم تعد كلها تفيد ولا بد من إفهام «إسرائيل» أنها ستواجه مطالبات التوقيع على معاهدات الكيماوي والنووي وتصير عرضة للضغوط.
ـ واشنطن تسارع إلى عقد تفاهمات تفيدها وليقلع غيرها شوكه بيديه.
دعوهم يقتتلون ـ كتب ناصر قنديل
تشهد كل مناطق السيطرة الواقعة بيد الجماعات الخارجة على الدولة السورية معارك ضارية وانشقاقات كبرى تعصف بصفوفها.
لا يمكن فصل هذا الحدث عن تراجع مشروع الحرب الأميركية والتسويات الكبرى التي تبدو المنطقة مقبلة عليها وفي قلبها التحضير لمؤتمر جنيف للحل السياسي في سورية.
إن التفاهم بين القاعدة والسعودية على منع الأميركي من أخذ الائتلاف وجيشه الحرّ إلى جنيف كممثل وزان للمعارضة يفسر تجريدهما من الألوية المقاتلة التي كانت تتخذ الائتلاف والحرّ غطاء وواجهة طوال سنيتن.
بعض القتال الآخر تعبير عن عمل استباقي للتفاوض السياسي، تقوم به القاعدة لتحصين موقعها.
السعودية لن تسهّل الحلّ السياسي السوري وبعضها لا يريد التفاهم مع إيران ولا الحل في سورية بالمطلق.
إذا تمكن الأميركي من ضبط السعودي في الحل السياسي، سيكون عليه أن يجيب عن سؤال هل يجلب ممثلي القاعدة إلى الحوار في جنيف؟ ومن قال له أنهم يرضون بل من قال إن الدولة السورية سترضى؟
هذه هي المشكلة لمن أصعد الجحش إلى السطح ويريد الآن إنزاله على الدرج.