مفاوضات الساعات الأخيرة على خطي بعبدا ـ بيت الوسط.. والحريري اقتربنا من التشكيل
كثر الحديث في الساعات الماضية أن الحكومة ستبصر النور نهاية الأسبوع وان المفاوضات الجارية على أكثر من خط انتجت جملة من المعطيات الايجابية التي من شأنها ان تسرع الحل. وأكد الرئيس المكلف سعد الحريري على هامش مؤتمر صيف الابتكار، «اننا اقتربنا جداً من تشكيل الحكومة»، وقال «أتمنى الا تطرحوا اسئلة متعلّقة بالحكومة اذ لن أجيب الآن عليها». اما الرئيس نبيه بري قفال من جنيف ان الامور بشأن الحكومة تتقدم.
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهته الاتصالات المتعلقة بمسار التشكيل واستقبل رئيس الحزب «التقدمي الاستراكي» النائب السابق وليد جنبلاط الذي أوفد النائب وائل أبو فاعور، صباحاً ومساءً، الى بيت الوسط، حيث التقى الرئيس المكلف سعد الحريري لتنسيق المواقف.
في تصريح له بعد لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا، لفت جنبلاط إلى «أنني عرضت مع الرئيس عون مواضيع عدة وأعتقد أن الجو كان ايجابياً وما سمي بالعقدة الدرزية غير موجود والسياسة في النهاية علم التسوية وليست هناك عقدة درزية بل هناك مطالب محددة مقبولة وقد سلمت الرئيس كما سلّم غيري لائحة بالحل للوزير الدرزي الثالث والقرار يعود اليه».
وعن تقسيم الحقائب، كشف جنبلاط «اننا نفضل ونصر على التربية ونفضل ابعادنا عن المشاكل، فلا نريد وزارة البيئة لاننا لا نريد أن نختلف مع تجار «الزبالة» ولا وزارة المهجرين لأنها بالأصل بحاجة للإقفال وجرى تنازل مشترك ومتبادل وانتهى الموضوع ولا اريد ان ادخل بتفاصيل الحقائب».
واستقبل الرئيس عون كتلة نواب ضمانة الجبل برئاسة الوزير طلال ارسلان الذي شدد على «حقنا ككتلة نيابية في الجبل في ان نتمثل وحقنا في التمثيل الدرزي في الحكومة العتيدة. لم يطرح عليّ او على زملائي اي موضوع تفصيلي في التمثيل الدرزي في الحكومة». وقال «موقفنا ابلغناه الى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. لقد قمنا بما هو مطلوب منا بالنسبة الى التنازل لتسهيل التأليف، والكرة اليوم ليست في ملعبنا بل في ملعب الآخرين، وموقفنا واضح وصريح وأكرره اننا منفتحون على الحلول انما ليس على قاعدة الإلغاء».
وقبيل زيارة بعبدا في الساعات أو الايام المقبلة، واصل الحريري مشاوراته المكوكية في بيت الوسط الذي تحول خلية نحل. وفي السياق، استقبل معاون بري وزير المال علي حسن خليل.
ونوهت كتلة المستقبل بالتعاون المتواصل بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، والعمل الجاري على تهيئة الظروف المطلوبة لولادة حكومة وفاق وطني، تكون متضامنة ومنتجة في عملها خدمة للمواطنين ولمصلحة الدولة ومؤسساتها.
كما نوّهت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي بوعي القيادات المعنية لدقة المرحلة وأهمية العمل على تهدئة الخطاب السياسي، وهو ما برز من خلال الدعوات التي صدرت لوقف الحملات المتبادلة وتغليب منطق الحوار والتلاقي على اجواء التشنج والتصعيد. وعبرت الكتلة عن ارتياحها لمستجدات الساعات الاربع والعشرين الماضية، ولنتائج اللقاءات التي شهدها بيت الوسط والمواقف التي أدلى بها المعنيون بمتابعة الشأن الحكومي.
وأكدت الكتلة أنها تعول على استمرار اجواء التفاؤل التي سادت، وعلى الجهود المرتقبة للرئيس المكلف خلال الاسبوع الجاري، وصولاً الى صيغة حكومية تكون محل اوسع توافق ممكن ومحل ثقة اللبنانيين الذين يترقبون ولادة حكومتهم بفارغ الصبر.