كلام بري من ذهب فهل يسمع العرب؟
في جلسة افتتاح مؤتمر رؤساء برلمانات العالم في إطار الاتحاد البرلماني الدولي ألقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كلمة استهلها بالقول: «لن أتكلم في السياسة كثيراً وخصوصاً عن قضية فلسطين، برأيي لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط».
ـ ما مرّ على القضية الفلسطينية من رهانات وخيارات تبدأ من تولي الأمم المتحدة تطبيق قراراتها وتلاها الانتظار الطويل لوعود الحروب الرسمية العربية ومن بعدها وهم التفاوض والتسويات وكلها انتهت إلى سراب ما يجعل الكلام في السياسة بلا معنى.
ـ في السنة الأخيرة بدا أنّ كلّ الذين انتظر منهم القادة الفلسطينيون وقفة أو موقفاً أو مشروعاً يقارب الحدّ الأدنى الذي قبله الكثير من الفلسطينيين ولم تقبله «إسرائيل» جاءت كلّ التطورات لتقول إنّ السياسة تصل إلى حدود فلسطين وتسقط مثلها مثل القانون فيصير كلّ شيء محكوماً بالقوة وليس بالحق.
ـ الخروج الأميركي الفاضح من مسار التفاوض والتسويات والتبني الصارخ للعدوان «الإسرائيلي» على القدس وتكريسها عاصمة لكيان الاحتلال والسعي لاغتيال حق العودة وحقيقة الشراكة الرسمية العربية التي يفضحها الصمت عن الخطة الأميركية وتفعيل كلّ الرضوخ أمام واشنطن والتبعية لها دون قيد أو شرط يتصلان بفلسطين، كما يفضحها الإمتناع عن دفع قروش بسيطة لضمان استمرار وكالة غوث اللاجئين التي تريد واشنطن دفعها للإفلاس بينما مئات المليارات العربية تتدفق على الإدارة الأميركية، كلها عناوين لا تبقي للفلسطينيين إلا خيار المقاومة ولا شيء إلا المقاومة.
ـ صدق نبيه بري والسؤال ببساطة هو هل سمع العرب وأدركوا أنّ هذا الكلام من ذهب؟
التعليق السياسي