هل يزيل ملتقى أربيل الخلافات لمواجهة الإرهاب؟
عقد في محافظة أربيل شمال العراق ملتقى الشرق الأوسط للحوار والمصالحة بحضور رسمي ومشاركة عدد من الدول. وناقش المشاركون الملف الأمني والحرب على تنظيم «داعش» والعوائق التي تقف أمام تحقيق المصالحة الوطنية العراقية العراقية، إضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة شهدت محافظة أربيل أعمال ملتقى الشرق الأوسط للحوار والمصالحة والذي يعتبر الأكبر من نوعه منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
المؤتمر الذي حضره ممثلو السلطتين التنفيذية والتشريعية فضلاً عن الأحزاب السياسية، ناقش كيفية حلحلة جميع القضايا العالقة التي تقف أمام تحقيق المصالحة الوطنية في مقدمتها الخلافات السياسية.
وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمة في المؤتمر، المصالحة الوطنية بحد ذاتها ليست هدفاً، وإنما هي وسيلة للسلم الأهلي الذي يعتبر الأساس، مشيراً إلى أن هناك انقسامات وبعض الحساسيات القديمة، لكن هذه الحساسيات ليست بين العوائل العراقية وليست بين المذاهب والقوميات العراقية، وإنما تستخدم لمكاسب سياسية.
لم يقتصر الملتقى على مناقشة القضايا الداخلية بل شمل جميع الملفات وتأثير الأطراف الإقليمية والدولية على مستقبل العراق، من خلال وضع استراتيجية من كبار القيادات السياسية العراقية، والدور الإيجابي الذي تلعبه المرجعية الدينية وباقي التيارات الوطنية.
وصرح جبر صولاغ وزير الداخلية الأسبق: إن هناك جهوداً حثيثة لتوحيد الرؤى بين كل مكونات الشعب العراقي، سواء بين منطقة كردستان والمركز، أو بين المكون السني وبين الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن السيد الحكيم عقد مؤتمر مصالحة في وقتها والذي يعتبر أول مؤتمر بعد القطيعة التي حصلت.
وكان الملتقى قد خرج بتوحيد الخطاب السياسي واتفاق الفرقاء على تغليب مصلحة العراق العامة.
وقال أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي السابق: «إن «داعش» هو عدو الجميع وخطر على كل العراقيين، معتبراً أن الاتفاق السياسي وحكومة الشراكة هي كافية إذا نفذت الاتفاقات والتُزمت المواثيق».
ويرى مراقبون أن إمكان المصالحة الوطنية بين السياسيين باتت ممكنة الآن أكثر من أي وقت مضى، لأن الإرهاب لا يفرق بين أحد منهم.
وعلى الصعيد المواجهات، استمرت العمليات العسكرية في محافظتي صلاح الدين والأنبار وسط العراق وغربه بين قوات الأمن العراقية مدعومة من قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر وبين إرهابیي جماعة «داعش».
وفي وقت سيطرت القوات العراقية على بعض الأحياء المهمة لمدينة بيجي اشتبكت قوة أمنية خاصة مع مسلحي «داعش» في منطقة البوجواري الواصلة إلى مصفى بيجي النفطي شمال القضاء.
كذلك قتل 12 مسلحاً خلال تصدي قوات الشرطة وأبناء العشائر لهجوم شنه «داعش» من المحورين الشمالي والشرقي على قضاء الضلوعية جنوب محافظة صلاح الدين.
وفي محافظة كركوك قتلت القوات الأمنية وبإسناد من طيران الجيش أكثر من 80 إرهابياً ودمرت 15 صهريجاً لنقل النفط الخام التابعة لجماعة «داعش» في منطقة الرياض جنوب غربي مدينة كركوك.
وفي محافظة ديالى، قتلت الطائرات العراقية المفتي الشرعي لجماعة «داعش» في ناحية السعدية المدعو حاج بلال وأحد مساعديه خلال غارة جوية ضد أحد تجمعات الجماعة الإرهابية شرق المدينة.
وفي محافظة نينوى حررت قوات البيشمركة الكردية أكثر من 50 امرأة وطفلاً إيزدياً من قبضة «داعش» خلال عملية أمنية خاصة في قرية زلوقية جنوب مدينة تلعفر.
ونظراً إلى التقدم الملحوظ الذي حققه الجيش العراقي في مناطق شمال محافظة صلاح الدين المحاذية لمدينة الموصل أقدمت جماعة «داعش» على تفجير عدد من مقارها منها مبنى كلية الزراعة في بلدة حمال العليل جنوب محافظة نينوى.
من جهة أخرى، أعلن النائب علي جاسم الميتوتي أن مسؤول التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أوعز بإرسال أكثر من ألفين مقاتل من مقاتلي سرايا السلام إلى محافظة الرمادي للقتال إلى جانب العشائر السنية ضد عناصر داعش الإرهابية.
أكثر من 600 جندي أميركي تعرضوا للكيماوي بالعراق
كشف مسؤولون أميركيون أن أكثر من 600 جندي أميركي أُبلغوا منذ عام 2003 عن تعرضهم لمواد كيماوية بالعراق، وهو عدد يفوق بكثير ما أعلنه البنتاغون سابقاً.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من نشر الخبر، كاشفة في سلسلة من المقالات هذا الشهر أن جنوداً أميركيين تعرضوا لمخزون من الأسلحة الكيماوية المتهالكة، وطُلب منهم أحياناً التزام الصمت حول الموضوع، مضيفة نقلاً عن مسؤولين في الدفاع أن البنتاغون لم يقر بعدد حالات التعرض لعوامل كيماوية ولم يقدم المتابعة والعلاج اللازمين للجنود المهددين بالإصابة.
وقبل غزو العراق في 2003، شدد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش على أن نظام صدام حسين يخفي ترسانة من أسلحة الدمار الشامل صالحة للاستخدام، إلا أن القوات الأميركية لم تعثر على أيّ أثر لبرنامج من هذا القبيل، بل على بقايا مخزون كيماوي قديم، ولم تكن مدربة كما يجب حول كيفية التعامل معه، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز». وكانت الصحيفة أشارت في البدء إلى 17 إصابة نتيجة التعرض لعنصري السارين وكبريت الخردل، كما بلّغ ثمانية جنود آخرون عن إصابتهم أيضاً. إلا أن مراجعة جديدة للملفات العسكرية بأمر من وزير الدفاع تشاك هيغل كشفت أن مئات من الجنود أبلغوا السلطات العسكرية عن تعرضهم لعناصر كيماوية، ما يؤكد تقرير الصحيفة بحسب المسؤولين.
وأمر هيغل بإجراء فحوصات طبية جديدة للجنود ولقدامى المقاتلين المصابين، وقال مسؤولون إن خط اتصالات خاصاً أقيم للتبليغ عن حالات إصابة محتملة، وللحصول على العناية الطبية اللازمة.
وعثرت الولايات المتحدة إثر اجتياحها العراق الذي أدى إلى سقوط صدام حسين، على خمسة آلاف رأس وقذيفة وقنبلة محشوة بعناصر كيماوية لكن العثور عليها بقي سرياً، بحسب الصحيفة.