بوتين: لا شراكة عبر المحيط الهادئ من دون روسيا والصين
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رفضه خطط الولايات المتحدة الأميركية القاضية بإنشاء «شراكة عبر المحيط الهادئ» من دون روسيا والصين.
تصريح الرئيس الروسي جاء في حديث أدلى به لمجموعة من وسائل الإعلام الصينية وذلك قبل أيام من مشاركته في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أبيك المقرر في الصين في الفترة ما بين 10-11 من الشهر الجاري.
وقال بوتين إنه «من الواضح أن الشراكة عبر المحيط الهادئ هي محاولة جديدة من الولايات المتحدة لبناء هيكلية تعاون اقتصادي إقليمية تعود بالمنفعة عليها، وأعتقد أن من المستبعد إقامة تعاون اقتصادي- تجاري فعّال بين دول المجموعة بغياب لاعبين إقليميين كبيرين مثل روسيا والصين».
وأكد الرئيس الروسي أن مواقف موسكو وبكين بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة متقاربة أو متطابقة، مشيراً إلى أن البلدين يتعاونان بفعالية في إطار محافل متعددة الأطراف وينسقان جهودهما لتسوية القضايا الدولية المهمة.
وشدد بوتين على أن تعزيز العلاقات مع الصين هو أولوية السياسة الخارجية الروسية، مشيراً إلى أن هذا التعاون مهم جداً لموسكو وكذلك لبكين، وأكد أن توقيع العقد حول تزويد الصين بالغاز الروسي لمدة 30 سنة هو حدث تاريخي.
وأكد بوتين أن روسيا ستواصل العمل على تخفيض اعتمادها على مبيعات المحروقات إلى السوق الأوروبية على حساب زيادة تصديرها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقال: «إن الخطوات التي نتخذها من أجل تخفيف الأثر السلبي لانخفاض أسعار النفط تتصف بطابع شامل وطويل الأمد، وتهدف إلى مواصلة تنويع هيكلة ومصادر نمو الاقتصاد الروسي، وتخفيف الاعتماد المفرط على سوق الهيدروكربونات المحروقات الأوروبية، بما في ذلك على حساب زيادة تصدير النفط والغاز إلى دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ».
كذلك نوه الرئيس الروسي إلى أن بلاده لا تستطيع تجاهل الأوضاع الحالية في أسواق النفط العالمية، في ضوء أهمية واردات قطاع الوقود والطاقة بالنسبة إلى دخل الموازنة، لذلك فإن روسيا تواصل الحوار المستمر مع أكبر منتجي ومستهلكي موارد الطاقة في العالم، مشيراً إلى هيمنة السياسة في مجال تحديد أسعار النفط في وقت الأزمات. وقال: «إن المكون السياسي موجود دائماً في أسعار النفط، بل وأكثر من ذلك، إن هناك إحساساً بأن السياسة تهيمن في مجال تحديد أسعار موارد الطاقة في بعض لحظات الأزمات».
وفي حديث عن الأسباب الموضوعية لانخفاض أسعار النفط، عزا الرئيس الروسي ذلك إلى انخفاض وتيرة نمو الاقتصاد العالمي وتراجع الاستهلاك، إضافة إلى وصول احتياطات النفط الاستراتيجية والتجارية في الدول المتطورة إلى أعلى مستوياتها.
وفي ما يتعلق بتصدير الغاز الروسي إلى الصين عبر المسار الغربي، أكد بوتين أن روسيا والصين توصلتا إلى تفاهم مبدئي حول فتح المسار الغربي لتوريد الغاز الروسي، وهما الآن بصدد تنسيق المعايير الفنية والتجارية للمشروع.
وأشاد بوتين بالوتيرة العالية للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، والتي تتمثل في بناء خط أنابيب الغاز بين روسيا والصين، وإلى عقد عدد من الصفقات النفطية، وتشكيل شركات روسية صينية لاستخراج النفط والفحم في روسيا والاستكشاف عنهما، ومشاركة الشركات الصينية في مشاريع استخراج النفط في الجرف القاري في منطقة القطب الشمالي، وبناء مصفاة نفطية كبرى في الصين، إضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع الناجحة في مجال الطاقة النووية.
ومن المتوقع أن يعقد ممثلو دول «الشراكة عبر المحيط الهادئ» جولة جديدة من المحادثات على هامش اجتماعات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أبيك التي تستضيفها الصين الأسبوع المقبل.
وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن دول أبيك وعددها 21 دولة ستبحث خلال قمة الصين كيفية بلورة منطقة تجارة حرة كبرى فيما بينها والتي تدعمها بكين بشدة، لكن التركيز ربما سينصبّ على الأرجح على مفاوضات «الشراكة عبر المحيط الهادئ» التي ستعقد على هامش القمة وتستهدف إقامة منطقة تجارة حرة بين 12 دولة هي: أستراليا والولايات المتحدة وبروناي وتشيلي وكندا وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة وفيتنام واليابان.