وكالة الطاقة الذرية: لا تقدّم في التحقيق مع طهران

أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن إيران لم تنجح في تبديد الشكوك بشأن احتمال قيامها بأبحاث عن كيفية صنع قنبلة نووية، وهو أمر من شأنه أن يعقد جهود الدول الست الكبرى للتوصل إلى اتفاق نووي معها.

وذكر تقرير الوكالة أن طهران لم تقدم بعد معلومات كان يفترض أن تقدمها قبل أكثر من شهرين بشأن مجالين محددين في تحقيق تجريه الوكالة بشأن برنامجها النووي. وقال التقرير: «لم تقدم إيران أية تفسيرات تتيح للوكالة إيضاح الإجراءات العملية المعلقة».

وأشار التقرير إلى أن إيران لن تقدم مثل هذه الأجوبة قبل المهلة النهائية في 24 تشرين الثاني للتوصل إلى اتفاق مع الدول الكبرى، لذا «اتُفق على عقد اجتماع فني لمناقشة الإجراءين العمليين العالقين» ولكن ليس قبل انتهاء المهلة، مضيفاً أن طهران تعهدت تقديم تفسيرات حول المسألتين بحلول 25 آب.

ووزعت الوثيقة السرية على الدول الأعضاء في الوكالة الدولية قبل أقل من ثلاثة أسابيع من انقضاء المهلة في 24 تشرين الثاني الجاري لإبرام اتفاق بين إيران والدول الست الكبرى، بهدف إنهاء مواجهة قائمة منذ عشر سنوات بشأن الأنشطة النووية الإيرانية.

وأشارت الوكالة إلى خطوتين وافقت إيران على القيام بهما بحلول أواخر شهر آب الماضي لإيضاح مزاعم بشأن إجراء اختبارات على مواد متفجرة وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تستخدم لتطوير القدرة على صناعة الأسلحة النووية، في حين تنفي طهران سعيها إلى صناعة أسلحة نووية.

وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن جولة المفاوضات النووية بين السداسية وإيران على مستوى المدراء السياسيين ستجرى في العاصمة العُمانية مسقط في 11 تشرين الثاني.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، إن منسقة السداسية كاثرين آشتون ستعقد الجمعة في فيينا اجتماعاً تنسيقياً مع المدراء السياسيين باستثناء الإيرانيين، مضيفاً أن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي سيمثل روسيا في هذه الاجتماعات.

وكان سيرغي ريابكوف قد أعلن في وقت سابق، أن روسيا ستساعد في حل المشكلات العالقة خلال المرحلة الاختتامية من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

وبعد وصوله إلى فيينا أكد ريابكوف أن الموقف الروسي في هذه المفاوضات يحظى باحترام كبير من قبل جميع الأطراف المشاركة فيها، قائلاً: «إنه لا يشكك في توفر إرادة سياسية لدى المشاركين في المفاوضات واهتمامهم ببلورة خطة للتوصل إلى الاتفاق النهائي بحلول الموعد المقرر له».

وتساءل ريابكوف عمّا «إذا كانت هذه الإرادة السياسية كافية لتجاوز الاختلافات القائمة»، نظرة إلى المسافة الطويلة التي كانت تفصل بين الجانبين بشأن القضايا المحورية خلال لقائهما الأخير أواسط الشهر الماضي. وأضاف أن هذه المسافة «لا يمكن تجاوزها قفزة واحدة، والأهم الآن هو أن نفهم هل قامت العواصم المعنية باتخاذ القرارات السياسية الحيوية».

من جهة أخرى، أعلن عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى الإسلامي بإيران النائب اسماعيل كوثري أن أي موضوع جديد يعتزم الطرف المقابل وضعه في جدول أعمال المفاوضات النووية يجب في البداية أن يرفع من قبل الفريق المفاوض إلى الجهات العليا للبت بشأنه.

وقال كوثري، تعليقاً على التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم الخارجية الأميركية حول طرح موضوع حقوق الإنسان في إيران خلال المفاوضات النووية المقررة بين إيران والدول الست في عمان: «كما أعلنت إيران بشكل رسمي سابقاً، فإن المفاوضات ستتركز على البرنامج النووي فحسب». وأشار إلى أن الاميركيين ونتيجة لأطماعهم يحاولون ربط القضايا بعضها ببعض وطرح قضايا مختلفة خلال المفاوضات، مشدداً على أن أي موضوع جديد يحاول الطرف الآخر إدخاله جدول أعمال المفاوضات يجب في البداية أن يرفع من قبل الفريق المفاوض إلى الجهات العليا.

وأضاف المسؤول الإيراني: «أن كبار المسؤولين في البلاد هم من يقررون إدراج موضوع آخر في المفاوضات النووية بين إيران والدول الست من عدمه»، محذراً من أي أوهام على خلفية التغييرات التي طرأت على تركيبة الكونغرس الأميركي، قائلاً: «إن السياسة العامة لأميركا لن تشهد أبداً تغييرات كلية جراء تداول السلطة بين الأحزاب وهي تحافظ على أطماعها التوسعية على طول الخط».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى