دمشق: تدمير الرقة من قبل التحالف الأميركي يصنّف جرائم إبادة

أدانت دمشق بشدّة بيان وزارة الخارجية الفرنسية حول ذكرى «تحرير مدينة الرقة» السورية من قبضة تنظيم «داعش»، واصفة تدمير المدينة من قبل طيران التحالف الدولي «بأنه يرقى إلى جرائم إبادة».

وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية لوكالة «سانا» الرسمية: «لقد شهد العالم أجمع التدمير الممنهج الكامل لمدينة الرقة من قبل التحالف الدولي المزعوم والجثث المتفسّخة للمدنيين الأبرياء في شوارع المدينة وتشريد من بقي من سكانها دون مأوى الأمر الذي يرقى إلى جرائم الإبادة التي تستوجب المحاسبة».

وأضاف أن ذلك حصل «في الوقت الذي تم فيه فتح ممرات آمنة لخروج إرهابيي داعش تحت حماية قوات التحالف الأميركي الفرنسي وذلك لاستخدامهم في أماكن أخرى بهدف تعقيد الأزمة في سورية وإطالة أمدها بما يخدم أجندات الغرب الاستعماري».

وفي إشارة إلى مشاركة فرنسا في عمليات التحالف الدولي في الرقة، اتهم المصدر باريس بممارسة «السياسة الخبيثة والتدميرية» إزاء سورية، مضيفاً أن ما حصل في الرقة «وصمة عار على جبين» فرنسا التي «ارتضت لنفسها أن تكون تابعاً صغيراً لسياسات الإدارة الأميركية، متنكرة للنهج الاستقلالي الديغولي الذي أعطى لفرنسا مكانتها وسمعتها في العالم».

وكان تنظيم «داعش» استولى على مدينة الرقة في العام 2014 وأعلنها «عاصمة» له في سورية.

وخاض مقاتلو «قوات سورية الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية ، في العام 2017، عملية لتحرير الرقة، مدعومين من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يعمل في سورية من دون إذن من قبل دمشق.

وأسفرت عمليات القصف المكثفة للمدينة عن تدميرها بالكامل، ولم يعُد سكانها حتى الآن إلى حياتهم الطبيعية.

وكانت دمشق وجهت السبت رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، طالبت فيهما بمحاسبة التحالف الدولي بقيادة واشنطن على سقوط عشرات الشهداء المدنيين في غارة له على دير الزور.

وجاء في الرسالتين اللتين وجّهتهما وزارة الخارجية السورية إلى الأمم المتحدة: «إن الجريمة التي ارتكبها التحالف تبرهن مرة أخرى على استهتار دوله بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتجرّد هذه الدول من أي قيمة أخلاقية يمكن أن تتقمّصها يوماً لوعظ الآخرين حول ضرورة احترام حياة المدنيين وصكوك حقوق الإنسان».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المشاورات الروسية القطرية «على مستوى عالٍ» أكدت عدم وجود بديل للتسوية السياسية في سورية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، صدر السبت، أن وفداً روسياً عالي المستوى، ضم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين وممثلي وزارة الدفاع الروسية أجرى بالعاصمة القطرية الدوحة يوم 18 أكتوبر الحالي مشاورات مع نائب رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي.

وذكرت الخارجية الروسية أن «الجانبين ناقشا بالتفصيل الوضع في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على التسوية السورية».

وأضافت أنه «جرى تأكيد عدم وجود بديل للتسوية السياسية للنزاع، وتمّ التعبير عن التأييد لسلامة ووحدة أراضي سورية، والجهود اللاحقة لمحاربة الإرهاب على المستوى الإقليمي».

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد ذكرت في وقت سابق أن وزير الخارجية القطري بحث مع الوفد الروسي «العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها، وتطوّرات الأوضاع في سورية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».

ميدانياً، قام إرهابيو تنظيم جبهة النصرة بنقل شحنة من غاز الكلور وغاز السارين من بلدة معرة مصرين إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب.

وقالت مصادر مطلعة في محافظة إدلب.. إن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة قاموا بعد ظهر أول أمس بنقل مواد كيميائية من غاز الكلور وغاز السارين من بلدة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي إلى منطقة جسر الشغور.

وأشارت المصادر لوكالة سبوتنيك الروسية إلى أن الشحنة الكيميائية مكوّنة من أسطوانات تحوي غاز السارين وأخرى تحوي غاز الكلور وتم نقلها بواسطة شاحنة «تبريد» تستخدم بنقل مشتقات الألبان وذلك بإشراف عناصر مما يسمّى «الخوذ البيضاء» ومعهم عدد كبير من إرهابيي «الحزب التركستاني».

ولفتت المصادر المقربة من قياديين في المجموعات الإرهابية المنتشرة في محافظة إدلب إلى أن تنظيم جبهة النصرة استنفر عدداً كبيراً من إرهابييه ونشرهم في محيط إحدى المزارع الجنوبية لبلدة معرة مصرين أثناء إخراج الأسطوانات المذكورة منها وتحميلها في شاحنة التبريد.

ووقع قبل يومين انفجار ضخم داخل معمل للتنظيمات الإرهابية تستخدمه لتصنيع وتحضير المواد الكيميائية بإشراف خبراء أجانب من جنسيات تركية وبريطانية وشيشانية فى بلدة ترمانين القريبة على بعد نحو 15 كم من الحدود التركية كما تسبّب الانفجار بمقتل 9 خبراء أجانب ومعهم اثنان من عناصر ما يسمّى «الخوذ البيضاء».

إلى ذلك، جدّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الدعوة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وضرورة بذل الجهود الدولية لتحقيق هذا الهدف وعودة المهجرين السوريين إلى منازلهم.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن شويغو قوله فى كلمة ألقاها في الجلسة الخامسة لوزراء دفاع بلدان اسيان وشركائهم التي تجري في سنغافورة اليوم الاهتمام الكبير يعار لحل القضايا الانسانية فى سورية وعودة المهجرين إلى منازلهم.

من جهة اخرى حذر شويغو من أن عودة الارهابيين الذين كانوا يقاتلون في سورية والعراق إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ تزيد الخطر الإرهابي في هذه المنطقة.

وأشار شويغو إلى أن القوات الجوية الروسية المشاركة الى جانب الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب نفذت أكثر من 40 الف تحليق وقضت على آلاف الإرهابيين ودمرت عشرات الآلاف من المنشآت التابعة للإرهابيين مبيناً أن المهندسين العسكريين الروس قاموا بإزالة الألغام في 5ر6 آلاف هكتار من الأراضي و 5ر1 ألف كيلومتر من الطرق و19 ألف منزل.

وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى