عقرنا ناقة الأدب
سوسن سعيد بحمد
إلى أينَ تأخذنا أيّها العذابُ؟
إلى أيّ ألم؟
بعد أن عقرنا ناقة الأدبِ ولم نرعَ حُرمة الحرفِ ونعمةَ الكلمة
لم نذرْ لها الرفدَ الطّيّب، بل ملأنا المنهلَ بحجارة القسوة وأحطابِ الجشعِ والغرور
… فكلُّ الأنيابِ تبتسمُ دون ظن… وكلُّ ما يلمعُ بات سراباً ولا تظّنن أنّ العيبِ يلتئمُ!
الكلُّ يتملّص من مسؤوليته حيال ما يجري.
حُرمات تهتك باسم الشعر.
أعراضٌ تنسف بسبب الشّهرة
أقلامٌ تُكسر بكيدِ الغيرة، أحلامٌ تسرق
وخيالٌ يُنهب.
أقزامٌ تُرفع، وأعلامٌ تسحق، النّاصبُ مرفوع، والفاعلُ مجرورٌ والجازمُ مضمومٌ ببراعٍ آخر
فليصمت هذا الشعر!
وليسقط أدبٌ يقومُ على أشلاءِ الأخلاق والفضيلة والتسامح والمحبة والتّواضع والحب
لينبتَ مكانه حبُّ الظهور واستسهالُ الشرور، وريشُ الغرور… والحقدُ والتملّق والفجور
ولتعمَ منيرة!
التي يُرتكبُ باسمها الاستغلالُ والانتحال، والابتذالُ، والقيل والقال، وكل كلمة على وزن.. استفعال
لذا نحن نفتخر بحركةٍ ثقافيةٍ هادفة، تحقق رسالتها الإنسانية،
باسمةٍ في وجه الحقيقة عابسةٍ في وجه التزيّف… والتزلف والاستغلال والغرور والتكبر
ما حاجتنا لشعرٍ ملوثٍ بالأحقاد؟
ألا يكفي ما يحيطنا من تلوث؟
فلتكن حملتنا الآتية ثورةً في وجه الكذب والانتحال والتزيف والتزلّف والوصوليةِ والظلم بكل أشكاله
فالشعرُ بلا رسالة الى الهاوية لا محالة.