مي الخليل: رسالتنا سلام ومحبّة وركض

إبراهيم وزنه

في الوقت الذي تعيش فيه الرياضة اللبنانية بشكل عام أجواء التراجع والابتعاد عن مسار الإنجازات ومنصات التتويج، خصوصاً على صعيد الألعاب الجماعية، تبدو الصورة معكوسة تماماً في مشهد «بيروت ماراتون» السائر في الخط التصاعدي والآخذ في اللمعان من سنة إلى سنة، فالإنجازات جلية والأرقام تتكلم، حتى أصبح شهر تشرين الثاني من كل عام يدلّنا إلى ذكرى استقلال لبنان وإلى موعد انطلاق اللبنانيين، يداً بيد، في مضمار الوحدة الوطنية تحت شعار «الركض بيجمعنا».

على مسافة أيام معدودة من انطلاق ماراتون بيروت في نسخته السادسة عشرة في 11 تشرين الثاني المقبل، يفرض اللقاء نفسه مع سيّدة الحدث الجامع، رئيسة جمعية بيروت ماراتون مي الخليل، ففي جعبتها الكثير من المعطيات والأرقام وفي قلبها فيض من الطموحات … وكما عهدناها متسلحة بلباقتها ورقّة عباراتها ومدعومة بفريق عملها الاحترافي تتنقل بين المسؤولين الرسميين والرئاسات الثلاث، وفي استراحة ما بين زيارتين كانت لـ»البناء» جلسة حوار، نقتطف منها الآتي:

حول التحضيرات المنجزة قبل انطلاق السباق، قالت الخليل: «رسمنا المسار المناسب لاستيعاب العدد المرتقب من المشاركين، والذي سيلامس الخمسين ألفاً بحسب توقعاتنا، فالمسار الانسيابي يساعدنا على تحقيق رقم جديد، خصوصاً بعدما وصل الرقم السابق إلى ساعتين وعشر دقائق، ولا يمر يوم منذ ثلاثة أشهر من دون لقاء المعنيين والداعمين والجمعيات والمؤسسات في جميع القطاعات. باختصار نحن نعيش حالة استنفار».

وعن جديد السباق، أشارت الخليل إلى مشاركة «عدّائين يحملون التصنيف الذهبي من 5 دول غالبيتها أفريقية أثيوبيا وكينيا ، ومرد ذلك إلى كوننا نحمل التصنيف الفضي، كما سنعقد اجتماعاً للجنة التأسيسية الخاصة بالتشريع، تحديداً اللجنة التي تعترف بأهمية المرأة في ميدان العمل الرياضي الإداري والفني على حدّ سواء، كما سنحتفل باليوبيل الذهبي للسباق العسكري الذي سيقام على هامش السباق».

ورداً على سؤال حول اختيار الشعارات التي تطلق على السباقات في كل عام، أجابت الخليل: «هي شعارات تهدف إلى إظهار رسالة إنسانية وبثّ الروح الوطنية مع التشجيع على ممارسة الركض كسباً للصحة والعافية، وشعارنا اليوم نابع من إيماننا بأنّ عاصمتنا هي الملاذ والملتقى لجميع أبناء لبنان، يداها مبسوطتان لاستقبال ضيوفها من كل البلدان، قلبها ينبض بالحب والعطاء، وفلبها يكبر باستقبالها للعدائين من كل أصقاع الأرض، من هنا اخترنا شعار «بيروت بيكبر قلبا فينا».

أما بالنسبة إلى العقبات التي تعترض الجمعية، قالت: «دائماً هناك عقبات، نحن نعتبرها تحديات وعلينا تجاوزها بالإرادة والانفتاح والمحبة والاجتهاد، لأنّ شعارنا الثابت هو سلام ـ محبّة ـ ركض».

وأعلنت الخليل أنها وجهت الدعوة «إلى الرؤساء، وعقدنا اجتماعاً مع رئيس وأعضاء اللجنة البرلمانية وتمنينا على جميع النواب المشاركة في فعاليات السباق، ونحن نؤمن بأنّ المسؤول يجب أن يكون القدوة لناخبيه في المجالات الجميلة ولا أعتقد أنّ هناك ما هو أجمل من الركض لكسب الصحة والابتعاد عن الأطباء».

وفي الختام، أعربت الخليل عن أملها في «أن تصبح الرياضة في لبنان عنواناً جامعاً وساطعاً، فالماراتون يؤثّر إيجاباً على الاقتصاد، والرياضة هي بحد ذاتها صناعة وسياحة وعامل استقرار ومحل تلاقٍ لتفعيل مشاعر التضامن والوحدة والتعاون على الخير، وأتمنى أن يصل لبنان إلى مصاف الدول المتقدّمة في استضافته للنشاطات الرياضية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى