رمّال: ندعو النواب الذين عارضوا التمديد إلى الاستقالة وألاّ يبقى الرفض فقط في التصريحات
حاورها محمد حميّة
أكدت مديرة قناة «توب نيوز» الكاتبة السياسية روزانا رمال، «أنّ سورية شكلت معجزة، إذ بعد أربع سنوات من الحرب لا يزال هناك رئيس قوي وإيمان قوي بموقفه وشعب بقي داخل سورية ومتمسك بأرضه على رغم سقوط القذائف في شكل يومي وحصول المجازر، وجيش يقاتل ويحقق الإنجازات».
ولفتت إلى «أنّ روسيا تدعم حليفاً قوياً هو الدولة السورية التي تربطها مصالح استراتيجية معها في المنطقة وتنظر إليها على أنها دولة تمر في أزمة وستنتهي».
ودعت رمال النواب المعارضين للتمديد «إلى الاستقالة وأن لا يبقى الرفض فقط بالتصاريح».
وعن المطالبين بخروج حزب الله من سورية، قالت: «إذا كانت جبهة النصرة قد تراجعت عن شرطها بانسحاب حزب الله من سورية فلا أعتقد أنّ أحداً في لبنان سيطلب ذلك من حزب الله وخصوصاً بعد أن اجتمع العالم اليوم لمحاربة الإرهاب».
وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، اعتبرت أنه «ومنذ إنشاء قناة «توب نيوز» لم تكن قناة منافسة كبقية القنوات أي كبث مباشر أو تقارير ميدانية مصورة ونقل حي من العواصم، بل اعتمدت منطقاً جديداً يعتمد على الكتابة والقراءة والتقارير والأبحاث، واللغط الذي يحدث هو أنّ بعض المشاهدين يعتقدون بأننا في بث تجريبي، بل نقول إنه البث الرسمي والقابل للتطور». وأوضحت «أنّ الفكرة هي القراءة والموسيقى ومشاهدة الصورة من وحي الخبر لأهداف عدة، أولاً القراءة لها أثر كبير على الإنسان وفي ظلّ الأحداث التي حصلت في العالم العربي وسورية كان لا بدّ أن تنشأ قناة بسرعة، وإنشاء «توب نيوز» لم يأخذ وقتاً للتحضير، بل خرجت من وحي الأزمة في سورية لتوصل رسالة إلى السوريين وهي الخبر، لأن السوريين في هذه الأزمة لا يحتاجون أكثر من الخبر وحقيقته، و«توب نيوز» عملت على هذا المفهوم أي بالقراءة والبحث والتقرير والصحف العالمية، ويمكننا أن نقول إنّ أكثر المتابعين للقناة هم من نخبة المتابعين للسياسة».
وعن نسبة المتابعين لقناة «توب نيوز» وما إذا كانت هناك إحصاءات تؤشر على ذلك، قالت رمال: «على مستوى العالم العربي وحتى العالم لا توجد هناك قناة أولى وقناة ثانية والأرقام غالباً لا تعطي مؤشراً دقيقاً، بل يوجد برنامج أول وثانٍ، لكن نستطيع أن نقول إنه تبين معنا من خلال أسئلة عدد من المشاهدين أنّ البرامج السياسية هي الأكثر متابعة وخصوصاً برنامج «ستون دقيقة مع ناصر قنديل» وإنّ «توب نيوز» هي من القنوات الأكثر متابعة في سورية والعالم العربي».
وعن مدى ارتباط نجاح هذه القناة برئيسها، قالت: «بالتأكيد رئيس الشبكة الأستاذ ناصر قنديل يشكل أحد أهم عناصر القوة لهذه القناة وللشبكة وهناك الكثير من القنوات على رأسها سياسيون وإعلاميون ورجال أعمال والأستاذ ناصر قنديل هو إعلامي عريق وسياسي مخضرم وقادر على قيادة هذه القناة بطريقة سياسية وإعلامية صحيحة وهذا لا ينتقص من قيمة القناة بل بالعكس يشكل نقطة قوة لها».
وعن التعاون مع صحيفة «البناء» في الكثير من المواضيع، أوضحت «أنّ صحيفة «البناء» مؤسسة عريقة وموجودة منذ وقت طويل وتولى ناصر قنديل رئاسة تحريرها، والتعاون ليس جديداً بين المؤسسات الإعلامية، وهو نقطة إيجابية وهناك تبادل للمواد الإعلامية والسياسية لتوسيع الانتشار وهما في نفس الخط والموقف والقلب، وتؤمنان بتعدّد الآراء والأفكار». وأعلنت «أنّ هناك تحضيراً لبث مباشر على «توب نيوز» في أوقات محدّدة كبرامج الحوارات السياسية، وان هناك سعياً لتغطية هذا الموضوع على الصعيد المالي واللوجستي والتقني».
وعن العلاقة بين الإعلام والسياسة وإلى أي مدى يتحكم الإعلام المموّل بسياسة بعض الدول لا سيما في الموضوع السوري، أضافت: «لاحظنا في السنوات الماضية كيف أنّ الإعلام تحول إلى وسيلة غزو كالمدفع والصاروخ وأحدى الوسائل التي أسقطت أنظمة وخربت مسار شعوب وعقول وهذا من أخطر الأسلحة، والدول الراعية لهذه المؤسسات الإعلامية أدركت هذا الموضوع وكانت تخطط لاجتياح المنازل والعقول واستثمرت هذه المؤسسات لتغيير الواقع والوقائع، ولا يظهر أنّ إحدى الدول ستخفض تمويلها لاستعمال هذا السلاح الموجود».
وقد شكلت هذه القنوات رأس حربة للمشروع السياسي لبعض الدول، إذ لم يعد هناك من إعلام حيادي إلا ما ندر فإما مع المحور الغربي والأميركي وإما في محور المقاومة. ولم تستطع هذه القنوات أن تغير الواقع باتجاه الأفضل بل ساهمت في التخريب. وفي مصر مثلاً تدخلت قناة «الجزيرة» سلباً حيث كانت مؤيدة للنظام المصري عندما كان الرئيس محمد مرسي رئيساً، أما الآن فهي تشنّ حملة على النظام الحالي».
وعن دور بعض وسائل الإعلام في نشوء ونمو الحركات والتنظيمات الإرهابية في العالم العربي عبر التحريض الطائفي والمذهبي، اعتبرت رمال «أنّ هذه التنظيمات لم تستفد من هذه المؤسسات الإعلامية وحسب، بل شكلت لها منبراً لتطل عبره وأن توصل صوتها بسهولة إلى كل الناس وتنشئ لنفسها هالة كبيرة عبر الظهور على القنوات الكبرى».
وعن الوضع في سورية بعد أربع سنوات من الأزمة، لفتت رمال إلى «أنّ سورية شكلت معجزة ولا يمكن أن نتصور بعد هذه السنوات من الحرب أن تبقى هناك دولة أو جهاز أمني أو فريق ديبلوماسي أو حتى رئيس لهذه الدولة استطاع أن يصمد وسط هذه الحملات التي تعرض لها، والآن هناك رئيس قوي جداً وإيمانه قوي بموقفه وشعب سورية بقي داخل سورية ومتمسك بأرضه على رغم سقوط القذائف في شكل يومي وارتكاب المجازر، إضافة إلى أنّ الجيش السوري لا يزال يقاتل ويحقق الإنجازات، ولا شك في أنّ سورية في السنتين الأوليين من الحرب كانت تدافع عن بقاء الدولة وتستوعب ما حصل، والدولة السورية ككل دولة لديها أخطاء وهذا طبيعي ولكن في السنتين الماضيتين انتقلت إلى موقع الهجوم».
وعن الدعم الذي تتلقاه سورية من حلفائها قالت: «لم يكن الرئيس الروسي ليدعم سورية والرئيس الأسد لو لم يكن له دعم وتأييد واسع من شعبه، والغرب وحتى روسيا يؤمنان بأنّ الرئيس قوي فقط بشعبه وإذا لم تكن لديه قاعدة شعبية لا أحد يدعمه، وما يؤكد ذلك هو الأبحاث التي حصلت من قبل الغرب عن نسبة تأييد الشعب السوري للرئيس الأسد منذ بداية الأزمة، وروسيا تعرف أنها تدعم حليفاً قوياً وهي الدولة السورية التي تربطها بها مصالح استراتيجية في المنطقة وتنظر إليها على أنها دولة تمر في أزمة وستنتهي وليس على أنها دولة انتهت ودمرت وعلينا أن نتحملها».
وعن قرار المجلس النيابي التمديد لنفسه اعتبرت رمال أنه «لم يبقَ شيء من الديمقراطية في لبنان بعد هذا القرار، وتمّ التمديد بصفقة بين الكتل النيابية المتناحرة أصلاً، ومر على اللبنانيين كأمر عادي، ونسأل تيار المستقبل وكل الرافضين إجراء الانتخابات بسبب الظروف الأمنية: كيف أجريت الانتخابات في العراق الذي مرّ ويمر في ظروف أخطر وأدق من ما مر به لبنان ولم تتوقف التفجيرات فيه ليوم واحد؟»، إضافة إلى أنّ الجميع يعرف أنّ الوضع في لبنان أفضل من الوضع في كثير من الدول على رغم الأحداث التي حصلت في عرسال وطرابلس، المجلس النيابي ارتكب خطيئة كبيرة، ولكن الشعب اللبناني لم يقم بأي خطوة باتجاه رفض التمديد قبل حصوله، ويمكن أن يكون السبب هو يأس الشعب اللبناني من المسؤولين السياسيين». ودعت «النواب الذين عارضوا التمديد إلى الاستقالة وأن لا يبقى الرفض فقط بالتصاريح، وهم كتلة نيابية كبيرة في المجلس النيابي ويستطيعون أن يقودوا الكثير من اللبنانيين إلى تحرك باتجاه تغيير هذا الواقع». ولفتت إلى «أنّ كل المشاركين في التمديد شاركوا في الخطيئة، ولماذا لم يقرروا تأجيل الانتخابات فترة محدّدة بدل التمديد سنتين و7 أشهر إذا كان السبب هو الوضع الأمني؟».
وعن تصويت قوى 8 آذار على التمديد لمجلس نيابي فيه النائب خالد الضاهر الذي تعرض للجيش اللبناني، قالت رمال: «ربما لمنع الفتنة الطائفية والحفاظ على الاستقرار في البلد ولكن الشعب له الحق في أن يطالب بالتحقيق مع خالد الضاهر الذي هاجم الجيش والذي يعتبر خيانة عظمى، ولكن ما زالت مؤسسة الجيش اللبناني المؤسسة الجامعة الوحيدة ولا يوجد أحد من المواطنين ينظر الى الجيش كعدو بل هناك بعض الأشخاص وهم مرتبطون بمشروع».
وعن المطالبين بخروج حزب الله من سورية قالت رمال: «جبهة النصرة تراجعت عن شرطها بانسحاب حزب الله من سورية فلا اعتقد بأنّ أحداً في لبنان سيطلب ذلك من حزب الله، خصوصاً أنّ المزاج العام تغير في هذا الموضوع باتجاه تفهم موقفه، لأنّ حزب الله يقاتل في سورية منذ سنتين وأكثر والعالم كله اليوم اجتمع ليقاتل «داعش»، ما يعني أنّ حزب الله سبقهم للقتال في سورية وبالتالي من يريد إخراج حزب الله من سورية فعليه إخراج الجميع».
يُبث هذا الحوار كاملاً الساعة الخامسة من مساء اليوم ويعاد 11 ليلاً على شاشة «توب نيوز» على التردد 12036