افتتاح مؤتمر المسؤولية الاجتماعية برعاية سلامة

افتتح صباح أمس، المؤتمر الثامن للمسؤولية الاجتماعية الذي تنظمه «csr Lebanon» في فندق «فور سيزون» برعاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ممثلاً بنائبه محمد بعاصيري وحضور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار أبو عاصي، وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسبيان النائبين: رولا الطبش، فؤاد مخزومي وحشد من المصرفيين ورجال اعمال وممثلي هيئات اقتصادية ومهتمين.

بداية، تحدث مؤسس csr Lebanon خالد القصار فرأى أنّ «المسؤولية الاجتماعية للشركات لا تكون عبر المساهمات الآنية، بل في الاستثمار الاستراتيجي والبحث والابتكار والتجديد»، لافتاً إلى «أنّ تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب من الشركات أن تكون على استعداد لدمج مخططاتها ومشاريعها المتعلقه بالاستدامة ومسؤولية الشركات بهذه الأهداف العالمية، وذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال الانتقال من فهمها الضيق لأطر مساهمتها في المجتمع والبيئة، إلى الانفتاح على تغيير دراماتيكي في إدارة أعمالها يومياً ومقاربتها الاجتماعية والبيئية لاستراتيجيات أعمالها، وكذلك التفكير ملياً بالغاية من وجودها في الأساس».

ورأى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد أن «المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات الأعمال هي زاوية جديدة لرؤية المصلحة العامة التي تشمل الجميع بخيرها، متجاوزة المدى المنظور إلى الأجيال المقبلة».

ولفت إلى أن «التوجهات التي اتبعها مصرف لبنان بتوجيه الحاكم رياض سلامة، كان لها الأثر الوازن في تشجيع المصارف ومؤسسات الأعمال على تخصيص جزء من مواردها لتطوير المجتمع والحفاظ على البيئة، التي تشكل ركيزة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، من هنا، تبلور مفهوم جديد للمواطنة الصالحة، طورته مؤسسات الأعمال التي رأت أن هذا المفهوم ليس حكرا على الأفراد، بل إن الشركات يمكن أن تطبق من خلال أدائها في داخلها وفي اتجاه الغير»، مشددا على أن «هذا الفهم الجديد والمتطور للمسؤولية الاجتماعية يحتاج إلى أن يصبح أكثر عمومية».

أما الرئيس التنفيذي لـ «المبادرة العالمية للتقارير» «جي.آر.أي» تيم موهن، فتحدث عن «أهمية تقارير الإفصاح لدى الشركات والمعايير التي أطلقتها شركته لانتهاج الاستدامة وتتعلق بالمعايير البيئية وسلامة العمال وحقوق الإنسان»، مشيراً إلى «أنّ 92 في المئة من الشركات الـ 250 الأكبر في العالم تنشر تقارير الإفصاح، وأنه في العام 2016 تم استثمار نحو 23 تريليون دولار في شركات تستخدم العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية لتنفيذ أعمالها».

وتحدث آلان بجاني باسم مجموعة «الفطيم» فرأى «أنّ CSR يتخطى لبنان منذ 8 أعوام ويوفر منصة للمناقشات ومساعدة الأشخاص على أن يأخذوا قرارات فاعلة»، مشدداً على أن «الاستدامة باتت مسألة ضرورية جداً، و»الفطيم» تعتبرها من أهم التحديات وهي من ضمن رؤيتنا في كل المشاريع التي نقوم بها».

بدوره، ركز السفير الهولندي يان والتمانس على «أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات في المساهمة في الاستدامة»، لافتاً إلى أنها «يمكن أن تكون مكلفة في البدء، لكنها تؤمن منافع للقطاع الخاص على المديين المتوسط والطويل، ويمكن أن تدعم الابتكار».

وتحدث ممثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نائبه محمد بعاصيري، عن «الدور الحاسم الذي لعبه مصرف لبنان في الاقتصاد اللبناني من خلال تأمين استقرار العملة الوطنية وتحقيق النمو عبر المبادرات التي أخذها المركزي على عاتقه في موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات منها دعم فوائد قروض الاسكان على نحو أمن للشباب من الطبقات غير الميسورة فرصة الحصول على مسكن، إضافة إلى اهتمامه بالبيئة، ودعم قروض التعليم انطلاقاً من إيماننا بالموارد البشرية، ودعم اقتصاد المعرفة من خلال تعميم 331 لتمويل الشركات الناشئة».

وقال: «هذه المبادرات وخصوصاً مبادرة دعم الإسكان لم تكن في إطار سياسة حكومية بل بمبادرة من مصرف لبنان، لا سيما في ظل فراغ دستوري على مستوى السلطات العامة رئاسة الجمهورية وتأليف الحكومة ، الأمر الذي لم يكن يسمح بتحقيق نمو باستثناء ما تأمن من مبادرات مصرف لبنان».

وإذ أشار إلى «ضرورة مكافحة الفساد ووجوب المحاسبة والشفافية لأننا لا نريد أن يصير الفساد ثقافة»، أكد ضرورة «الالتزام السياسي لمحاربة الفساد».

وعقدت 5 جلسات عمل، ثم اختتم المنتدى بجلسة حوار مفتوح خصصت للشباب وللاستماع إلى مشاريعهم في حقل الاستدامة وآرائهم ونظرتهم للتنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات ومناقشة دورهم في تحقيق أهدافها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى