قالت له

قالت له: ألا تلاحظ تغيّر معاملاتنا وكلماتنا؟

قال لها: التغيير هو في الاهتمام.

قالت: أتتهمني بهذا الكلام؟

قال: لا أتهم لأنني لست ممن ينتقم.

قالت: يا سلام أنت الملاك وأنا الشيطان.

قال: ليس بيننا ملاك وشيطان بل ثابت ومتحرّك.

قالت له: ألا تصدق أنك لا تتغير عندي؟

قال: أصدق أن ليس لديك سبب للانقلاب لكنني أصدق أن للبقاء ألف باب.

قالت: وما الدليل؟

قال: في الدلائل يكون الحب هو البخيل لأنه لا يسائل كي لا يكتشف اهتزاز الأصيل.

قالت له: تتلاعب بالكلمات لأنك لا تملك الإشارات.

قال لها: حسناً إليك البيّنات.

قالت: هاتها.

قال: تتغير النبرة وأخواتها ويكثر الشعور بالانشغال والحديث عن ارتباك الأحوال وتتغير اللهفة ويضيع الشغف فيصير الإهمال وأحياناً الاستهتار بدلاً من اللهاث وراء لحظة الاتصال يصير التذرع بالأشغال. وإذا كان اللبيب من الإشارة يفهم فالحبيب يقسو على نفسه ويتلعثم.

قالت: هذا اتهام.

قال لها: هذا بعض من غيض الكلام.

قالت: وأين التفهم والنية الحسنة والتضامن مع من يمر في محنة.

قال: لك ما تريدين حتى يستفيق الحنين.

قالت: هي بضعة أيام ويعود السلام.

قال: ولك لحينها ألف سلام.

ومضت ترمقه بنظرات تتراقص وهو يتمتم كان فعل ماضٍ ناقص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى