الملك الأردني يبحث مأساة البحر الميت مع مجلس السياسات
ترأس الملك الأردني عبد الله الثاني اجتماعاً لمجلس السياسات في قصر الحسينية لبحث تداعيات الحادث المأساوي الذي راح ضحيته 20 شخصاً معظمهم من الأطفال جراء السيول في الأغوار.
ويأتي الاجتماع غداة الحادث الأليم الذي وقع في منطقة زرقاء ماعين البحر الميت، حيث اجتاحت السيول المنطقة وأدّت إلى مصرع 23 شخصاً وإصابة 43 آخرين.
وسبق لعبد الله الثاني وأعرب عن عمق حزنه وألمه للحادث، معزياً أهالي الضحايا.
هذا وارتفع عدد ضحايا الفيضانات في الأردن إلى 23 قتيلاً وعشرات المصابين أغلبهم أطفال، بحسب مصادر طبية وحكومية أكدت أيضا أن البحث جارٍ عن عشرات المفقودين.
وأعلن الأردن، أمس، تنكيس علم السارية في الديوان الملكي، حداداً على أرواح الطلبة والمواطنين الذين ماتوا جراء كارثة السيول التي ضربت منطقة البحر الميت.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن «الديوان الملكي الهاشمي أعلن تنكيس علم السارية على المدخل الرئيس للديوان الملكي اعتباراً من صباح امس ولمدة ثلاثة أيام، حداداً على أرواح الطلبة والمواطنين الذين قضوا في الحادث الأليم بمنطقة البحر الميت بعد أن داهمتهم السيول».
كما أفادت الوكالة بوفاة نائب مدير شرطة منطقة أربد، العقيد خلدون الغرايبة، خلال تفقده أودية في الغور الشمالي.
وذكرت مصادر في الدفاع المدني أنه أمكن إنقاذ 37 شخصاً في عملية كبيرة شملت طائرات هليكوبتر وأفراداً من الجيش وغواصين للبحث عن ناجين جرفتهم مياه السيول من الأودية إلى شواطئ المنطقة، وهي أدنى بقعة على الأرض.
وفي وقتٍ قال الناطق باسم الحكومة الأدنية إن تحقيقاً سيفتح في الموضوع، أوضح الدفاع المدني الأردني أن 36 شخصاً في عداد المفقودين، في حين تقوم طواقم الإنقاذ بانتشال عدد آخر من الطلبة العالقين، بينما قامت هذه الفرق مدعومة بمروحيات وقوارب بإنقاذ 22 شخصاً حتى الآن، من دون أن تحدد عدد الأشخاص الذين جرفتهم السيول.
وألغى عبدالله الثاني زيارته المقررة إلى البحرين، لمتابعة تداعيات الحادث. كما توجّه رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إلى منطقة البحر الميت لمتابعة عمليات الإنقاذ لا سيما طلبة مدرسة داهمتهم السيول هناك، طالباً من كافة الوزارات التحرك فوراً للتعامل مع الأوضاع الطارئة وتوفير الآليات والقوى البشرية.
وأوعز الرزاز إلى كافة الأجهزة المدنية والعسكرية بالتحرك الفوري إلى الموقع ومتابعة الحادث ميدانياً.
وفي السياق، أكد وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي الأردني عزمي محافظة، أن الرحلة المدرسية التي جرفتها السيول خالفت مسارها الذي وافقت عليه الوزارة من الأزرق إلى البحر الميت.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، عن محافظة قوله إن «منظم الرحلة يتحمل بالكامل مسؤولية ما جرى»، موضحاً أن المدرسة خالفت كذلك جميع التعليمات التي نص عليها كتاب الموافقة بمراعاة شروط الأمن والسلامة العامة، والالتزام بتعليمات الرحلات ومنع الطلاب من السباحة والابتعاد عن المناطق الخطرة.
وأكد أن الوزارة ستفتح تحقيقاً شاملاً للوقوف على حقيقة ما جرى.
ووفقاً لوكالة «بترا»، فقد أعطت الوزارة تصريحاً لمدرسة فكتوريا، لتسيير رحلة مدرسية إلى منطقة الأزرق شرقي الأردن، وأظهر الكتاب أن عدد الطلبة المشاركين في الرحلة 30 طالباً وطالبة تقلهم حافلتان.
هذا، ووجّه وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم سفارة العراق لدى الأردن، لتقديم الدعم لأسر الطلبة العراقيين الذين ارتقوا في سيول منطقة البحر الميت في الأردن أول أمس.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب، إن «وزير الخارجية محمد علي الحكيم اتصل قبل قليل بنظيره الأردني، وواسى المملكة بالحادث الأليم». وأضاف أن «حكيم وجه سفارة العراق في الأردن لتقديم الدعم الكامل لعوائل الطلبة العراقيين المتوفين والمصابين».