القمة الرباعية في اسطنبول
ـ الأكيد أنه عندما بدأت موسكو بالتحرك لضمّ فرنسا وألمانيا إلى مسار أستانة الجديد حول سورية والتحضير لقمة تجمعهما معها ومع تركيا لم يكن في الحساب أن تظهر الأزمة التي فجرتها قضية مقتل جمال الخاشقجي وفتحت ملف مستقبل السعودية.
ـ لكن الأكيد انّ موسكو تنطلق في مقاربتها للحالة الأوروبية من يقين أنّ الفشل في الحرب الكبرى لإعادة صياغة الجغرافيا السياسية في آسيا من البوابة السورية يتيح قراءة التورّط الأوروبي في المنطقة المقابلة لها على البحر المتوسط والقلق الذي يسكنها تجاه الأسلوب الذي تدير من خلاله واشنطن الملفات المتفجرة في هذه المنطقة.
ـ تلاقت روسيا مع ألمانيا وفرنسا على الموقف من الخروج الأميركي من حلّ تفاوضي على أساس القرارات الأممية للقضية الفلسطينية، وكذلك على الموقف من الإنسحاب الأميركي من التفاهم النووي مع إيران، وكذلك تلاقت روسيا مع أوروبا على القلق من قضية النازحين السوريين وتفاقمها وعلى الفرص المتاحة في إعادة إعمار سورية والحاجة للتفاهم على صيغة لحلّ سياسي يأخذ المتغيّرات الجارية في سورية وعنوانها انتصارات الدولة السورية ورئيسها وجيشها فجاءت القمة الرباعية ترجمة لهذا التلاقي.
ـ جاء الحدث السعودي وما طرحه على الطاولة من سيناريوات وخيارات ليجعل مستقبل السعودية أولوية كما فرض الحدث نفسه على طاولة المحادثات الروسية الأميركية لتصير السعودية الرجل المريض الذي يمكن تقاسم ثروته ومكانته ونفوذه كغنائم تعوّض خسائر الذين شاركوا في الحرب على سورية إذا قرّروا الإستثمار على الحلّ فيها معترفين بحقائقها الجديدة…
التعليق السياسي