المعلم: محاولات أميركية ترمي إلى إطالة أمد الازمة.. والجعفري يؤكد عزم السوريين على إزالة آثار الحرب
اشار نائب رئيس مجلس الوزراء السوري وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال لقائه الوفود المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي أننا «منذ أكثر من سبع سنوات ونحن في حرب حقيقية ضد الإرهاب واليوم نستطيع أن نلمس تباشير النصر، رغم كل المحاولات الغربية والأميركية الرامية إلى إطالة أمد الازمة لسنوات عديدة».
وأشار الوزير المعلم إلى أنه «رغم توقيع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان على اتفاق لإقامة منطقة عازلة بحدود 15 إلى 20 كم في إدلب لا يزال الإرهابيون متمركزين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة. وهذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب». ولفت الوزير المعلم إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية أنشأت في الشرق السوري ما يُسمّى «التحالف الدولي» الذي راح ضحيته آلاف السوريين المدنيين العزل والسبب أن الولايات المتحدة تحارب كل شيء في سورية عدا تنظيم داعش الإرهابي، بل على العكس تقوم برعايته بشكل سافر، مبيناً أن ما جرى لمدينة الرقة خلال العامين الماضيين دليل على ذلك واليوم الدعم الأميركي لتنظيم داعش مكّنه من الوصول إلى الحدود السورية العراقية مرة أخرى».
وتابع «إن الولايات المتحدة بذريعة دعمها للمواطنين السوريين الاكراد أقامت قواعد جوية وعسكرية في الشمال السوري كما أوجدت قاعدة في منطقة التنف جنوب سورية بهدف رعاية فلول تنظيم داعش وإعادة تأهيله لمحاربة الجيش العربي السوري ومن هنا فإنهم يعملون على إطالة أمد الأزمة في سورية»، مؤكداً ان «سورية تعمل بجد من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة وشاركت في كل الاجتماعات الدولية».
وشدّد على أن «القرار في ما يتعلق بالحل السياسي للازمة هو سوري سوري ولن نسمح لأحد بالتدخل في شأننا الوطني»، مشيراً إلى أن «الاجتماع الرباعي الذي عقد في أنقرة قبل يومين كان يهدف لإبراز الاهتمام بالموضوع السوري».
وفي السياق، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن بعض الدول الغربية لا تزال تواصل عرقلة وتسييس العمل الإنساني في سورية خدمة لأجنداتها السياسية، مشدداً على أن سورية ماضية في محاربة الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من أراضيها.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس، حول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الوضع الإنساني في سورية.. إن سورية تستهجن إصرار بعض وفود الدول الغربية دائمة العضوية في المجلس على الخلط المتعمّد بين ما هو إنساني وما هو سياسي إذ ما زالت هذه الوفود تضع العراقيل أمام العمل الإنساني النزيه والشفاف وغير المسيّس وتتبجح علناً أمام الجميع بأنه لا عمل إنسانياً في سورية دون إشباع الأجندات السياسية التدخلية لهذه الدول، مبيناً أن مندوبي هذه الدول استمروا بتقديم جملة شروط سياسية مسبقة تحاول تفريغ العمل الإنساني من محتواه وتوجيهه صوب التوظيف السياسي لمعاناة الشعب السوري.
وأشار الجعفري إلى أن جلسة مجلس الأمن اليوم تزامنت مع عدوان طيران ما يُسمّى «التحالف الدولي» غير الشرعي على مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي باستخدام الفوسفور الأبيض المحرم دولياً ما أدى إلى قتل عائلة بكاملها، لافتاً إلى أن جلسة المجلس قبل ثلاثة أيام تزامنت أيضا مع عدوان إجرامي إرهابي قامت به التنظيمات الإرهابية في إدلب على مدينة حلب وقصفتها بـ 40 صاروخاً ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين كما تزامنت الجلسة التي عقدت في السابع عشر من الشهر الحالي مع إقدام طيران «التحالف» غير الشرعي على قصف بلدتي السوسة والبوبدران في دير الزور ونجم عن ذلك استشهاد وإصابة عشرات المدنيين وكل ذلك لا تراه حكومات الدول التي تحدثت اليوم عن الوضع الإنساني في سورية، وللأسف أيضاً لم يره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا». ولفت الجعفري إلى أن السوريين وهم يكتبون الفصل الأخير من الأزمة عازمون على التكاتف لإزالة آثار الحرب الإرهابية وإعادة إعمار بلدهم بأيديهم وبكل كوادرهم وخبراتهم سواء من بقوا داخل البلاد أو الذين اضطرهم الإرهاب لمغادرتها.
إلى ذلك، أعلن نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، أن عناصر من تنظيم «جبهة النصرة» ومنظمة «الخوذ البيضاء» ينقلون مواد سامة داخل المنطقة المنزوعة السلاح بإدلب السورية.
وقال سافرونكوف في جلسة لمجلس الأمن أمس، إنه تم رصد «تحركات مشبوهة» لعناصر من «النصرة» و»الخوذ البيضاء» في منطقة إدلب وبحوزتهم مواد سامة، بالتوازي مع استمرار «التشكيلات الإجرامية المتمركزة هناك في خرق نظام وقف إطلاق النار وقصف المناطق السكنية» .
وأكد سافرونكوف أن الاتفاق الروسي – التركي حول إدلب يجري تنفيذه بنجاح، مقدراً الجهود التركية الرامية إلى إخراج المسلحين وأسلحتهم الثقيلة من المنطقة. وأشار إلى أن اتفاق إدلب لكونه إجراء مؤقتاً لا ينفي مهمة القضاء على الوجود الإرهابي في سورية. وأضاف: «في حال واصلت العناصر المتطرفة استفزازاتها، ستحتفظ روسيا لنفسها بحق دعم عمليات الحكومة السورية الرامية إلى تدمير البؤرة الإرهابية في إدلب».
وأبلغ سافرونكوف الحاضرين بأن البعثة الروسية ستوزع نص الإعلان المشترك الذي اعتمد في ختام القمة الرباعية حول سورية التي جمعت قادة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا السبت الماضي في اسطنبول، على أعضاء المجلس للاطلاع عليه.
على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن الجولة المقبلة من مفاوضات التسوية السورية في أستانا، قد تنعقد بين أواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر المقبلين.
وقال بوغدانوف: «على الأرجح ستعقد المفاوضات نهاية نوفمبر مطلع ديسمبر. لم يتم الإعلان عنها بشكل نهائي، ولكن لا يجوز استبعاد هذا الموعد».