بغداد تتحقق من مصير البغدادي: هل قتل خلال قصف موكب؟

سادت حالة من الارتباك في صفوف تنظيم داعش في العراق إثر غارة جوية للتحالف الدولي استهدفت تجمعاً لقادة التنظيم في مدينة القائم على الحدود مع سورية، وسط أنباء عن إصابة مسؤول «داعش» أبوبكر البغدادي..

وتحقق السلطات العراقية في ما إذا كانت الغارات نفذتها مقاتلات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد موكب لتنظيم داعش أمس، قرب مدينة الموصل الجمعة الماضي، قد أودت بمسؤول التنظيم أبو بكر البغدادي.

يأتي ذلك غداة إعلان الجيش الأميركي أن مقاتلات التحالف استهدفت تجمعاً لقادة في التنظيم بغارات قرب الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في حزيران، من دون أن يتمكن من التأكد ما إذا كان البغدادي من ضمن هؤلاء القادة.

وقال مسؤول رفيع في الاستخبارات العراقية رفض كشف اسمه أمس: «لغاية الآن لم تتوافر معلومات دقيقة» عن البغدادي. وأضاف المسؤول أن المعلومات عن مقتل البغدادي هي «من مصادر غير رسمية ولم يجر تأكيدها إلى حد الآن، ونحن نعمل على ذلك».

وكانت القيادة الوسطى للجيش الأميركي، التي تتولى قيادة العمليات العسكرية ضد «داعش»، أعلنت أول من أمس أن التحالف شن سلسلة ضربات جوية على «تجمع لقادة «داعش» بالقرب من الموصل» في وقت متأخر من مساء الجمعة.

وأكدت مصادر عشائرية إصابة البغدادي بجروح خطيرة ومقتل عدد من قيادات التنظيم في مدينة القائم الحدودية.

وأكد النائب عن محافظة الأنبار محمد الكربولي أن الضربة أحدثت إرباكاً شديداً بين صفوف عناصر التنظيم التي قطعت كل الطرقات في القائم من أجل نقل جرحاهم إلى مستشفى القائم الذي غصت ردهاته بالمصابين والأشلاء.

وحذر رئيس أركان الجيش البريطاني نيك هوتون أمس من أن التنظيم سيستعيد عافيته بعدما دمرت الغارات الجوية الأميركية في العراق قافلة يعتقد أنها تضم بعض قادة التنظيم المتشدد.

وقال هوتون إن «الأمر قد يستغرق بضعة أيام لتتحقق الولايات المتحدة من مقتل البغدادي»، محذراً من أنه «حتى في حال مقتله سيستعيد التنظيم عافيته». وأضاف في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «لا أريد التسرع في استنتاج أن الموت المحتمل لأحد رموزهم سيؤدي إلى تراجع استراتيجي داخل التنظيم».

في هذا الوقت أطلقت القوات العراقية المسنودة بالعشائر حملة ضد التنظيم في هيت وحررت 16 قرية في أولى معارك «الثأر» لعشيرة البونمر.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد وافق على تسليح عشائر في الأنبار، تعرض المئات من أبنائها إلى القتل على يد تنظيم «داعش»، لتعاونهم مع الحكومة، بحسب تقارير.

ونقلت محطة «العراقية» التلفزيونية عن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت قوله إن رئيس الوزراء وافق على «إمداد العشائر بالتجهيزات التي تعزز قدراتها على مواجهة التنظيم».

ويأتي هذا التصريح بعد أيام من اتهام كرحوت للحكومة بأنها «لم توفر الدعم العسكري والإمدادات» للمحافظة. وقال كرحوت أيضاً في مؤتمر صحافي الجمعة إنه «إذا لم تقدم لنا الحكومة المركزية الدعم العسكري في أسرع وقت ممكن، سننظر في خيارات أخرى، بما فيها تقديم طلب للتحالف الدولي لدعمنا بقوات برية».

ويسيطر تنظيم «داعش» على أجزاء من الأنبار الواقعة غرب العراق، والتي تعد أكبر محافظات البلاد.

وفي السياق، أعلنت القوات العراقيية أول من أمس، تطهير قضاء بيجي شمال تكريت من سيطرة تنظيم «داعش» بالكامل والقضاء على نحو 40 مسلحاً من التنظيم.

وأكد مصدر أمني مقتل 22 مسلحاً، فضلاً عن حرق 6 عجلات تابعة لهم وسط القضاء، أثناء تطهير مبنى قائم مقامية بيجي.

وقال مصدر آخر إن سلاح الجو قصف مواقع للتنظيم في بيجي ما أسفر عن مقتل 17 منهم فضلاً عن حرق 3 عجلات تابعة لهم.

من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أن «القوات الأمنية بمساندة العشائر تمكنت من تحرير 16 قرية شرق قضاء هيت، وصولاً إلى منطقة الدولاب التابعة للقضاء». وأضاف كرحوت أن «القوات الأمنية انتشرت في القرى وسيطرت عليها بشكل كامل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى