من يوقف أزمة الإعلام الرياضي؟
زياد العسل
يعيش الوسط الإعلامي بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص أصعب أيامه المأساوية، فمع إقفال البعض من المؤسسات الإعلامية بات الصحافيون الذين يكتبون في مجال الرياضة في وضع صعب لا يحسدون عليه، وهذا الوضع بات كارثياً للبعض منهم، خصوصاً أولئك الذين أفنوا نصف قرن أو أكثر في العمل الإعلامي، وتغطية أبرز البطولات والمسابقات والنشاطات والأحداث الرياضية الكبرى إن على الصعيد المحلي أو الخارجي، والتي كانت لهم اليد الطولى في مرحلة معيّنة بايصالها إلى القارئ اللبناني والعربي على حدّ سواء.
يعاني الكثير من الصحافيين الرياضيين الذين ذهبوا ضحية إقفال مؤسساتهم كثيراً من المشاكل، ولعلّ أبرز تلك المشاكل غياب الاستشفاء لهم ولعائلاتهم والقلق المستمر لتأمين لقمة عيشهم الكريم، كيف لا والوضع الإقتصادي اللبناني صعب جداً، وتحديداً في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ اللبناني والتي ترتبط بدورها بالجوار العربي والإقليمي.
يقول أحد العاملين في مجال الصحافة الرياضية منذ ردح من الزمن إنّ المعضلة اليوم كبيرة على كلّ العاملين في هذا القطاع، والبحث عن بدائل صعب جداً، بعد عملهم لوقت طويل في هذا القطاع. وفي صرخته دعا المؤسسات الإعلامية إلى التفاتة تاريخية من شأنها لملمة بعض الصحافيين المشتتين هنا وهناك، أو إنشاء كيان إعلامي رياضي يحفظ ما تبقى من عزة نفس لصحافي أعطى الرياضة والرياضيين الجزء الأكبر من عمله ووقته وحياته.
ما يمكن قوله حول هذه المأساة، إنّ هذا الزمن هو الأصعب على الصحافة اللبنانية عموماً والرياضية خصوصاً، والمطلوب فوراً، معالجة هذه القضية بأسرع وقت ممكن وبحلول جذرية قبل فوات الأوان، وقبل أن تصبح هذه المهنة عبئاً على العاملين فيها، بل على من يفكر بالعمل فيها مستقبلاً.