بوتين: صوت روسيا سيدوّي مستقبلاً بكل كرامة وثقة ويكشف أهداف التدخل في شؤون الكنيسة الأرثوذكسية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «أن صوت روسيا سيدوي مستقبلاً بكل كرامة وثقة وبشكل لائق، وهو ما يحدّده تاريخ البلد ذاته».
وقال الرئيس بوتين متحدثاً في محفل مجلس الشعب الروسي العالمي، أمس: «أنا لا أشك في شيء واحد: هو أن صوت روسيا في عالم المستقبل سيبدو محترماً وواثقاً ولائقاً. وهذا محدد سلفاً بتقاليدنا، وثقافتنا الروحية الداخلية، ووعينا الذاتي، وأخيراً، في تاريخ بلدنا ذاته كحضارة أصيلة – فريدة من نوعها، ولكنها لا تدّعي أنها مستقلة وحصرية وثقافة ذاتية».
واعتبر بوتين: أنه «من المستحيل تخيل تاريخ البشرية من دون حضارات فريدة مثل الهند والصين وغرب أوروبا وأميركا وغيرها الكثير».
وأضاف الرئيس الروسي قائلاً: «إن هذا، في الواقع، تعقيد متعدد الأوجه، كل جانب منه يكمل ويثري الآخر».
واستذكر بوتين كلمات نيكولاي دانيلفسكي، المفكر الروسي البارز في القرن التاسع عشر، بأنه: «لا يمكن لأي حضارة أن تفخر بحقيقة أنها تمثل أعلى نقطة من التطوّر».
وخلص بوتين للقول: «اليوم، يعتبر فهم هذا التعقيد للتنمية والحضارات هو الأساس الجوهري لعالم متعدّد الأقطاب، وللحفاظ على مبادئ القانون الدولي، وعلى ثقل نفوذ أقطاب التطور المستقبلي، وهو سيحدّد، بطبيعة الحال، أساسها الاقتصادي والعلمي والثقافي والروحي والبشري».
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الروسي «أن ممارسة قومية الكهف، وإشاعة الرهاب من روسيا، والتدخل السافر في شؤون الكنيسة، داخل الفضاء ما بعد السوفياتي، تهدف إلى خلق محميّات لا وجه لها».
وقال الرئيس بوتين: «نرى الجهود التي تبذل اليوم لإعادة تشكيل العالم ولتدمير القيم الحضارية والفضاءات الثقافية والتاريخية التي تمّ تشكيلها منذ قرون. الهدف هو إنشاء محميّات متعدّدة الوجوه. وبعد كل شيء، فإن الشعوب المفكّكة المحرومة من الذاكرة الوطنية، التي تمّ تحويلها إلى مستوى التوابع هي أسهل وأكثر ملاءمة في استخدامها كورقة مساومة في مصلحتهم».
وكشف الرئيس الروسي، «أن هذه الممارسة وجدت موطئاً لها في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك في الفضاء ما بعد السوفياتي».
وخلص الرئيس الروسي للقول: «في الوقت نفسه، يجري استخدام قومية الكهف، وكراهية الروس، والتدخل الجسيم الجامح في حياة الكنيسة الارثوذكسية ، في سياسات محفوفة بعواقب وخيمة، إنها مسألة خطيرة، لكنني مقتنع بأن الحياة ستضع كل أمر في مكانه الصحيح. لأنك لا تستطيع إجبار الناس على التوجّه ضد إيمانهم وتقاليدهم، ضد أسرهم ونسبهم، وفي النهاية، ضد الحقيقة والعدالة والحس السليم».
وكان رئيس أوكرانيا، بيترو بوروشينكو، قد اعتبر «أن أوكرانيا لم تكن ولن تكون أبداً أرضاً للكنيسة الأرثوذكسية الروسية». وقال: «أعلنت البطريركية المسكونية التي مقرّها اسطنبول أخيراً، عدم شرعية ضم مطرانية كييف إلى بطريركية موسكو الذي جرى نهاية القرن السابع عشر. وتمّ الإعلان بوضوح وبشكل لا لبس فيه أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لا تملك أي حق قانوني ديني على الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، وأن كنيستنا الأرثوذكسية لا تخضع للكنيسة الأرثوذكسية الروسية».
وشدد على أن «قضية تبعية الكنيسة المحلية، تمس الأمن القومي للبلاد، وتتعلق باستقلال الدولة وقضية جيوسياسية شاملة». وأكد أن «استقلال الكنيسة في بلاده عن الكنيسة الروسية، يعتبر من صلب السياسة الموالية لأوروبا ومن صلب السياسة القومية الأوكرانية التي تنتهجها سلطات كييف منذ 4 سنوات».