عودة الديكتاتور أنا
بلال رفعت شرارة
سكت الديكتاتور أنا طويلاً لأنه أحسّ أنّ الأمور تسقط من يديه، وأنه لم يعد يملك ليبقى ديكتاتوراً ولو وهمياً إلا السكوت، رأى انه لن يضيره شيء إذا أذاع ما يستنتج فأسرّ بأذن أقرب الناس إليه سؤالاً انه لا يوجد مقابل مشروع المؤامرة مشروع السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الموسع، مشروع مقابل إسلامي، عربي أو وطني؟
قال الديكتاتور أنا: والشعور الوطني… القومي يتنافخ فيه … الفوضى البناءة ! فتكت بنا، أدخلتنا في واقع حروب دموية وهي تضع حدود الفيدراليات والكونفدراليات، ونحن نمضي نسير إلى حتفنا.
مناطق خفض توتر… استفتاءات وانفراط عقد مجلس التعاون الخليجي، مجلس التعاون المغاربي خارج التداول.
لبنان لبنانات: كهرباء، بلدية… مياه النهر الملعون… أمن طائفي ملموس أو سري لا مركزية ربما. جيش واحد ومجلس نيابي واحد ورئيس واحد ولكن حارة كلّ من إيدو إلو هل هو اللبنان الأنموذج لنظام المنطقة؟
قال الديكتانور أنا: الأردن والضفة الغربية غداً ملك واحد، جيش واحد، مجلس نيابي لكلّ من الضفتين وحكومة لكلّ منهما وربما هذا الوضع هو المخطط و ربما بل من المؤكد أنه سيكون في العراق دولة مركزية وكونفدراليات، وهكذا الأمر بالنسبة إلى اليمن وليبيا وجوارها.
تطلّع الديكتاتور أنا في سرّه وهو مغمض العينين ورأى في ما يرى النائم أنّ النفط والغاز والمشتقات النفطية هم الجامع الوحيد المشترك بين الدويلات التي ستترسّم على جغرافيا الشرق، وأنّ المصلحة الامبريالية تقتضي بقاء الجيوش المركزية، والتي ستكون وظيفتها الأساسية ضمان أمن خطوط الإمداد بالنفط ومنع التجاوز على خطوط التقسيم المكعّبة.
انتبه الديكتاتور أنا أنه تفلّت في صياغة أفكاره، وأنه قال أوجاعه بصوت مرتفع، فقرّر العودة الى النوم مصمّماً غداً على أن يقول أحلامه وكوابيسه بصوت مرتفع.
عن كتاب قادم سوالف .