«عشق الصباح»
عيناي تسجدان عند وجهك النديّ، أراكِ شاردة، – «صبّي» نبيذ الدنان.. الكأس فارغة كمحبرتي – قالت: ولكن محبرتك تضجّ بالكلمات.. وأي كلمات، أحتاجك.. بردان!
امنحيني في ظلمة هذا الليل،
ابتسامة شفيفة يا لعينيكِ العسليتين.
كنتِ معي في الخيبات كلها؟ وبالمحبة تجاوزنا عقبات ومرارات الأيام، تعالي، اتركينا من زمن المتغيرات والخراب، وها قد خاطبت عينيّ في لغة الهوى عيناكِ، وتعطلت لغة الكلام واشتعلت القبل كالجمر، سأخبرك بما حدث في الغياب المفجع، الماء والمطر والريح وهذا الشوق المنغص، بديهيّ أن يُشغلك غيابي. بين الحين والآخر كنت أتذكر كيف يُسكرني العطر أدندن مترنّماً على قيثارة الحزن بوح نازف، مسكون في شق الشفتين عنب الكروم، توقف عن الكتابة، في حضورك يصمت الكلام «صمت الكلام فلا يباح»، خبأتك في الفؤاد إن العشق أوله لغة العيون، يا لقيثارة تشكو وجع السنين، غطى البياض رأسي. قالت «في الشيب وقار»، أشكو إليك وجع خافقي، هنا التقينا بلا مقدمات.. وتلاقت أيدينا وسقينا بالنبيذ المعتق يبس الشفتين، دعيني أشرب حتى الثمالة، دعيني أخرج من التيه إلى الحب.. اشتقت إليك، همست.. «اقتنعت»،.. أننا أحياناً علينا أن نخرج من الخراب إلى الحب، لم يزل بقايا حطب للمدفأة، تمهل يا ليل أصابعي على الجمر.. وتلاقينا ولم نكن غرباء؟ وأية غربة. قتل وذبح، وبقر بطون وسلخ جلود وسواطير وخناجر ولحى قذرة تُغطي صدوراً مملوءة بالحقد والفتنة والجهل، همج رعاع يخربون كل شيء.. كل شيء في الحياة.. ولكنهم خسئوا.. مهما يحاولون قتل الضوء… الشمس تشرق متجدّدة بالحياة.. سينهزم العتم وينهزمون؟؟؟؟.. و»أبجدية العشق تنتصر»؟!
حسن ابراهيم الناصر