رئيس الجمهورية يبحث مع السفير الفرنسي الزيارة المرتقبة لماكرون وتوصيات «سيدر»

شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع دبلوماسية واقتصادية، فيما تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تطوّرات مسار تشكيل الحكومة الجديدة لا سيما بعد المواقف التي أعلنها في الحوار مع الإعلاميين يوم الأربعاء الماضي لمناسبة الذكرى الثانية لانتخابه رئيساً للجمهورية.

في الشأن الدبلوماسي استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الراهنة محلياً وإقليمياً، والعلاقات اللبنانية الفرنسية ومسار تشكيل الحكومة الجديدة. كما تطرّق البحث الى الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان والمقرّرة في شهر شباط المقبل، والتحضيرات الجارية لوضع قرارات وتوصيات مؤتمر «سيدر» قيد التنفيذ لتعزيز الاقتصاد اللبناني. وأكد السفير الفرنسي استمرار بلاده في مساعدة لبنان على تجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجهه على مختلف المستويات.

دبلوماسياً أيضاً، استقبل الرئيس عون سفيرة الأوروغواي الشرقية في لبنان السفيرة مارتا ايناس بيزانللي لمناسبة انتهاء مهمتها الدبلوماسية في لبنان، وقد نوّه رئيس الجمهورية بالجهود التي بذلتها السفيرة بيزانللي لتفعيل العلاقات بين لبنان والأوروغواي وتمنّى لها التوفيق في مهمتها الجديدة.

وفي الشأن الاقتصادي، استقبل الرئيس عون رئيسة منظمة ايكاردا الدولية للبحوث الزراعية في المناطق الجافة السيدة مارغريت تالتويتز Margret Thaltwitz مع وفد ضمّ ممثل لبنان في مجلس الأمناء للمنظمة رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية والزراعية الدكتور ميشال افرام، إضافة إلى أعضاء من مصر والنروج والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والهند وسورية وهولندا والاردن، والمدير العام للمنظمة علي أبو سبع.

وأشادت تالتويتز بالتعاون القائم بين المنظمة ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية والنشاطات المشتركة التي تقومان بها. كما تحدّث الدكتور افرام عن التعاون الوثيق مع «إيكاردا» لمصلحة لبنان ودول الشرق الأوسط في مجال الإنماء الزراعي. كما اشار المدير العام للمنظمة السيد ابو سبع الى اهمية وجود المنظمة في لبنان رغم انتشارها في 17 دولة، مشدداً على التعاون لتنمية الزراعة في لبنان.

وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد، متمنياً النجاح لاجتماع مجلس الأمناء، مؤكداً تعزيز التعاون بين لبنان والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والذي يعود الى العام 1977 خاصة عن طريق وزارة الزراعة ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية. وأكد الاستعداد لتقديم التسهيلات المطلوبة لمقرّ المنظمة في لبنان.

وثمّن جهود المنظمة منذ 1977 في تحسين نوعية وإنتاجية المحاصيل الزراعية ضمن محطة تربل التابعة لمصلحة الأبحاث ، متطلعاً الى التقدم في عمل بنك جينات الحاصلات الزراعية في تربل الذي يضمّ سلالات نباتية من مختلف المناطق الجافة في العالم، تتنوّع بين المحلية والبرية التي جرى جمعها من منطقة الهلال الخصيب، كبذور الشعير والفول والعدس، إضافة إلى أصناف قديمة من القمح الصلد وقمح الخبز. وتتمتع السلالات بفرادة وأهمية عالميتين وكثير منها نادر، تحفظ لاستعمالها في المستقبل وتحسين النبات.

وأشار الرئيس عون إلى السعي لنقل الاقتصاد اللبناني الريعي إلى اقتصاد يرتكز على القطاعات الإنتاجية بموجب «الخطة الاقتصادية الوطنية» ماكنزي التي ستنعكس نتائجها على مختلف المسائل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، «ونرى إمكانية الاستفادة من جهودكم في المساعدة على تطبيق توصيات «ماكنزي» في القطاع الزراعي، لا سيما لجهة ضرورة رفع إنتاجية صغار المزارعين للمحاصيل الحالية من خلال اعتماد التكنولوجيا والأساليب الزراعية الحديثة وتغيير أنواع البذور، والاستفادة من الإمكانيات التصديرية للمزارعين التجاريين، من خلال تحصين معايير الجودة والانتقال الى المحاصيل ذات القيمة الأعلى، وضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي وأيضاً قطاع الصناعات الغذائية لما لهما من فوائد اقتصادية واجتماعية لا سيما خلق فرص عمل للشباب».

في الشأن الثقافي استقبل الرئيس عون في حضور الأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب أغوب بقرادونيان، وفد لجنة تكريم المغني الفرنسي الأرمني الأصل الراحل شارل ازنافور التي ضمّت رئيس مجلس إدارة المدير العام للمعهد الموسيقي الوطني الكونسرفاتوار السيد بسام سابا وقائد الأوركسترا الوطنية المايسترو هاروت فازليان ومسؤول جمعية «هاماسكايين» الأرمنية الثقافية والتربوية السيد هاكوب هافاتيان. وقد طلب الوفد من الرئيس عون رعاية الاحتفال الذي يُقام في 15 و16 تشرين الثاني الحالي في كاتدرائية القديس يوسف في شارع مونو الأشرفية، تكريماً للمغني الراحل شارل أزنافور الذي توفي عشية انعقاد القمة الفرانكوفونية في يريفان أرمينيا في 10 تشرين الأول الماضي.

ونوّه الرئيس عون بمبادرة اللجنة لتكريم شارل أزنافور، منوهاً بالعطاءات الفنية والثقافية التي قدّمها خلال حياته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى