حزب الله: الحل بيد الرئيس المكلّف والحكومة لا تكتمل إلا إذا تمثّل السنّة المستقلون

دعا حزب الله تيار المستقبل الى «التسليم بتعددية التمثيل السياسي للطائفة السنية، وعدم حصر هذا التمثيل بنواب المستقبل من السنة». وقال إن الحكومة لا تكتمل إلا إذا تمثّل السنّة المستقلون والحل بيد رئيس الحكومة المكلّف، ولفت الى أن علاقتنا مع الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، لا تتأثر بتباين موضوعي يتصل بمقعد وزاري.

وفي السياق، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله مع تشكيل الحكومة بأسرع وقت، ولكن الحل بيد رئيس الحكومة، هذا أمر يمكن معالجته مع قليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة. فالسنة المستقلون يمثلون شريحة واسعة من الناس وعلى القواعد التي تمّ اعتمادها في تمثيل من نجح في الانتخابات النيابية يحق لهم أن يتمثلوا بواحد. قائلاً «حكومة الوحدة الوطنية، لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل السنة المستقلين على قاعدة أن الجميع تم تمثيلهم والاتفاق معهم والبحث عن حلول مختلفة».

وقال في كلمة في لقاء ملتقى الخطاب الحسيني في مجمع المجتبى في منطقة الصفير إن «مسألة تمثيل السنة المستقلين أمر ضروري، وكما جرى العمل على حل عقدة القوات اللبنانية والتمثيل الدرزي يجب العمل على حل عقدة السنة المستقلين، في حين أن الحريري عندما وصل الأمر إلى حل العقدتين الأولى والثانية، أراد الرئيس أن يعلن الحكومة من دون أي معالجة لمسألة السنة المستقلين، فبرزت أنها مشكلة مستجدة ولكنها ليست كذلك، وإنما هي موجودة من خمسة أشهر، لكن لم يكن هناك تحرك أساسي في هذا الموضوع».

وأكد رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، أن «المقاومة حمت لبنان وحافظت عليه وقدمت النموذج الأفضل والأرقى في كل تاريخه، بل بإمكاننا أن نقول، إن الاستقلال الحقيقي للبنان بدأ مع هذه المقاومة، لأن الشعب اللبناني بات يعيش الحرية والعزة والاستقلال بمعناه الحقيقي، أما قبل المقاومة، فكان لبنان يعيش التهديدات الدائمة»، مشدداً على أنه «لولا هذا الأمن والأمان في ظل كل ما يحصل في سورية والعراق والمنطقة، لما أمكن للبنان أن يستحدث قانوناً انتخابياً جديداً، ولا إجراء الانتخابات النيابية التي حصلت منذ فترة وجيزة».

وشدد خلال تمثيله السيد حسن نصر الله في احتفال تكريمي لعبد الحسين حدرج والد شهداء الحزب الثلاثة محمد ويوسف وحسن ، في بلدة البازورية، على «أننا نعرف تماماً أن عدونا لن يتركنا، ولذلك فإن الأميركي بدأ بعقوبات شديدة، وهو يتحدث خلال هذه الأيام عن عقوبات أشد على حزب الله. وهذا أمر طبيعي، ونحن لا نتوقع من أعدائنا إلا المزيد من الحصار والهجوم والاستهداف»، مشيراً إلى أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين وقع على العقوبات الجديدة على حزب الله، اختار مناسبة استهداف المارينز في لبنان، باعتقاده أن حزب الله ومَن معه هم مَن استهدفوا قوات المارينز، وهذا الاختيار جيد لنذكر ترامب وغيره، أن نخبة قواتكم وأسلحتكم ومدمراتكم التي كانت في لبنان واستخدمتموها بوجه المقاومة منذ اليوم الأول، فضلاً عما صنعتموه من قوة وقدرة للاسرائيلي بالطائرات والسلاح والسياسة، سقطت كلها، وانهزمتم، وبقيت المقاومة وصمدت وانتصرت، وستنتصر على عقوباتكم الجديدة».

رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «عبء لبنان ناتج من المآزق والانقسامات السياسية، وهذا ما نشهده في تعطيل مسار تشكيل الحكومة، والحزب كان موقفه واضحاً وصريحاً منذ البداية في الحرص على تسريع وتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعيداً من الإقصاء والإلغاء. وشدّد على أن المشكلة أو العقدة ليست عند الحزب إنما في عهدة الرئيس المكلف، الذي يطالب بمعالجة مطالب فئة نيابية وازنة نجحت في الانتخابات. وهذه المطالب ليست عقدة أو مشكلة أو عصية على الحل، إذ بالتفاهم والحوار يمكن معاجلة هذه المطالب، ولا سيما أن كان هناك عقد مختلفة وأصعب، ونجح لبنان بتجاوزها».

واعتبر خلال احتفال تأبيني أقامته بلدية عيترون أن «تشديد العقوبات المالية والاقتصادية والسياسية على الحزب ليست جديدة، وهي تأتي بعد عجز أعداء المقاومة عن مواجهتها ووقوفها كعقبة استراتيجية كبرى أمام صفقة القرن، فمنذ العام 1985 والعقوبات الأميركية مستمرة ومتواصلة ومتصاعدة، وفشلوا في أن يعيقوا تقدم مسار المقاومة التي نجحت رغم أكثر من ثلاثين سنة على العقوبات، في أن تعاظم قدراتها وتحقق الانتصارات والإنجازات».

وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، خلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة حولا الجنوبية، «أن موقف حزب الله كان ولا يزال المطالبة بضرورة تشكيل حكومة لحاجتها الماسة في إدارة شؤون البلد ومعالجة مشاكله، ولا يزال موقفنا كما هو، وهذا لا يتناقض مع دعمنا لمطلب النواب السنّة المستقلين بأن يتمثلوا بوزير في مجلس الوزراء، لأن التشكيل يجب أن يكون متوازناً، والسنة المستقلون جزء من هذا التوازن».

وشدّد على «أنه لو أن حزب الله وحلفاءه تمسّكوا بضرورة أن يعكس تشكيل الحكومة بصورة دقيقة النتائج التي خرجت بها الانتخابات النسبية، لكانت حصة 8 آذار الوزارية أكبر مما هو مطروح الآن حتى مع توزير السني المستقل».

وختم: «أن علاقتنا مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر على درجة الرسوخ والعمق، لا تتأثر بتباين موضوعي يتصل بمقعد وزاري، والتباين منشأه زاوية النظر للموضوع، إذ كلانا ينظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة، وهذه مسألة قابلة للمعالجة والاحتواء».

وألقى النائب نواف الموسوي كلمة في الاحتفال التأبيني الذي أقيم لـ «فقيد المقاومة» رزق حسن رزق في حسينية بلدة معروب الجنوبية. وقال «المنطق الطبيعي أن يقف الجميع ولا سيما المعنيون بتشكيل الحكومة ليقولوا، أنجزنا حل العقدتين الدرزية والمسيحية، وبقيت أمامنا العقدة السنية. فهذا هو الوضع الطبيعي، وليس المستغرب أن هناك عقدة سنية، وإنما المستغرب هو عدم وقوف باهتمام ومسؤولية أمام العقدة السنية للتعامل معها، وبالتالي إذا كان البعض يتعامل مع هذا الموضوع أنه ليس موضوعاً أساسياً فهو مشتبِه، وذلك فإننا نسأله، هل سمع منا في مرة من المرات تجاوزاً لمسألة تمثيل السنة أو النواب السنة خارج كتلة المستقبل، وهل سمع مرة منّا تخلياً عن هذا الموضوع، على العكس تماماً، حيث كنا دائماً نؤكد ضرورة الانتباه لهذا الموضوع».

وتابع: «إن البعض يتحدّث عن أن موضوع تمثيل السنة في الحكومة هو شأن يخصّ طائفة دون طائفة وما إلى ذلك، ولكن نحن لا نعتقد أن الأمر كذلك، لأنه إذا أردنا أن نعمل بهذه الطريقة، فما كان أحد عمل على حل العقدة الدرزية سوى الدروز أنفسهم، وعندئذ ما كانت لتحلّ هذه العقدة، ولكن رئيسي الجمهورية والحكومة تدخّلا من أجل حل العقدة الدرزية، وبالتالي ما المانع من أن تتدخل أطراف من غير الطائفة السنية لحل مشكلة العقدة السنية. فهذا أمر طبيعي».

أضاف: «إننا نسأل الرئيس سعد الحريري، هل حالة النائب أسامة سعد مفتعلة أم أصيلة، فمنذ زمن طويل ومن قبل أن يأتي الرئيس رفيق الحريري إلى لبنان، وبيت معروف سعد معروف أنه بيت للزعامة الصيداوية، وهل بيت كرامي في طرابلس حالة مفتعلة بالتمثيل السني، لا سيما أن عائلة كرامي منذ فجر الاستقلال وهم في زعامة سنية، فهل نسينا رشيد كرامي أو عمر كرامي، وعليه فمن جعل أسامة سعد يربح في صيدا هو في الأساس الأصوات السنية، وما جعل فيصل كرامي ينجح في طرابلس هي الأصوات السنية، وكذلك جهاد الصمد وعبد الرحيم مراد، وبالتالي إذا كانت هذه الشريحة من السنة قد أتت بهؤلاء النواب، فلماذا تريدون أن تشكلوا حكومة تستبعد جزءاً كبيراً من الناخبين اللبنانيين».

وأردف: «لقد سمعنا من البعض يقول إن هناك نواباً مسيحيين موجودون في كتلة المستقبل يريدون أن يتمثلوا في الحكومة، فإننا نقول له بأنه جرى تمثيلهم، فغطاس خوري سوف يكون وزيراً من حصة الرئيس الحريري، لأن هؤلاء النواب المسيحيين جاءوا نواباً بأصوات حزب المستقبل».

وأضاف «المطلوب اليوم أن نخرج من جو الإقصاء والاستبعاد، فالذي وجد الحل للعقدة الدرزية، باستطاعته أن يجد حلاً للعقدة السنية، والذي وجد حلاً للعقدة المسيحية، باستطاعته أن يجد حلاً للعقدة السنية، ولذلك كفاكم تضييعاً للوقت، وليصرف هذا الجهد من أجل التفاوض للوصول لحل لهذه العقدة. وفي اعتقادنا أن الأساس في هذا الحل يقوم على أساس تسليم حزب المستقبل بتعددية التمثيل السياسي للطائفة السنية، وعدم حصر هذا التمثيل بالنواب السنة».

ونظمت بلدية بريتال بالتعاون مع الهيئة الصحية الاسلامية، احتفالاً تكريمياً للمنشآت الملتزمة سلامة الغذاء، في المركز الثقافي في بلدة بريتال، برعاية النائب علي المقداد الذي سأل: «كيف يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية بإقصاء فريق سياسي له حيثية شعبية عن المشاركة في الحكومة كما هو الحال بالنسبة للسنة المستقلين»؟ وأمل حل العقدة المطروحة، لأن «البلاد بحاجة الى حكومة تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين»، مضيفاً «هذه العقدة برسم الرئيس المكلف سعد الحريري، لأنها أسهل بكثير من العقد الأخرى، وثمة ضرورة لمعالجتها انطلاقاً من نتائج الانتخابات النيابية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى