دريد لحّام مع أبناء وبنات الشهداء في «معرض كتاب الطفل الأول»: من الضروري تهيئة الأطفال وبنائهم البناء السليم لأنهم أمل المستقبل
رانيا مشوِّح
لطالما كان مثالاً يُحتذى به في الوطنية وحبّ الأرض، قدّم الكثير من أفكاره العارفة الغارقة بحب الناس وهمومهم وحثّ على المحافظة على الأرض وأبى التفريط بذرة من تراب وطنه الأغلى، رفع اسم سورية عالياً في المحافل العربية والعالمية وكان سفير الحق والطفولة التي استمدّت منه حبها للوطن وإيثارها لأجيال وأجيال، هو الفنان والحالم والمناضل وحامل هم الوطن، أبى الخروج من الوطن الذي بدوره لم ولن يخرج منه يوماً، ومن ضمن صرخاته المدوّية اختصر في عشر دقائق آلام وآمال أبناء وبنات من بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوطن.
دريد لحام الفنان الوطني اختصر أحلامنا وآمالنا، آهاتنا وصرخاتنا، لفّت كلماته الآفاق حاملة حلو الوطن ومرارة جروحه للقلوب مناشدةً الإنسانية والسلام. ومن هنا وضمن فعاليات «معرض كتاب الطفل الأول» التقى الفنان الكبير دريد لحام بطلبة مدارس أبناء وبنات الشهداء، حيث تمّ عرض فيلم من إعداده لمدة 10 دقائق، بالإضافة إلى ورشة قلم وريشة حول الكاتب ياسر المالح وعرض فلم سينمائي ونشاطات أخرى، في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وصرّح الفنان دريد لحام قائلاً: «من الضروري تهيئة الأطفال وبنائهم البناء السليم لأنهم أمل المستقبل كما أن هناك 52 حقاً للطفل أقرتها المنظمات الدولية اخترت منها عشرة لتنفيذ أفلام مدة كل واحد منها عشر دقائق بالتعاون مع «اليونيسف» عندما كنتُ سفيراً لها بغرض لفت النظر للارتقاء بمعاملة الطفل والحوار والتعامل معه كإنسان صغير ومعرفة تطلعاته وأحلامه ومواهبه لا إلقاء الأوامر عليه.
وأضاف: «كل شخص بداخله طفل وليس الفنان فقط، فيجب أن نحرص على الأطفال الموجودين بداخلنا لنعرف أسس التعامل معهم، فلا نستخفّ بعقولهم ونجيبهم عن كل سؤال لديهم ونتعلم منهم، بالإضافة إلى ضرورة التركيز على حثّ الطفل على القراءة والمطالعة واستخدام التكنولوجيا الحديثة بما يعود بالفائدة عليه.
كما تعرّف الأطفال المشاركون بورشات عمل «معرض كتاب الطفل الأول» على الأديب والشاعر الراحل ياسر المالح الذي كان كبير كتّاب سلسلة «افتح يا سمسم» الشهيرة، حيث تحدّثت عنه للأطفال المشرفة على الورشات هدى الخطيب ثم قرأت عليهم بعض قصائد شعره العذب ومن بينها قصيدة «الضاد» التي يتحدّث فيها بلسان ضفدع وتمساح حاول الاحتيال عليه، حيث قدّمت الخطيب لوحات عن القصيدة ليقوموا بتلوينها.
وفي تصريح لها قالت الخطيب: «هذه الورشات تهدف لتنمية خيال الطفل وتعليمه المبادئ الأولى في الرسم والموسيقى ومختلف الفنون بإشراف مختصين من وزارة الثقافة عبر استضافتهم من مدارسهم بالتعاون مع وزارة التربية أو بجمع الأطفال من زوار المعرض بالتنسيق مع مرافقيهم من الأهالي».
وأضافت: «هذه الورشات التي تحمل عنوان «قلم وريشة» تحكي للأطفال عن كاتب سوري أو عربي أو عالمي قدّم إبداعه للأطفال والإنسانية مع قصيدة أو حكاية من إبداعه بالتعاون مع رسّام مشرف يُعطيهم أدوات الرسم والألوان ويشرف على أدائهم حيث تعرف الاطفال على حياة الأخوين غريم الألمانيين مع قصص من تأليفهما كسندريلا وبياض الثلج ليرسمها الأطفال وتعرف على الشاعرين الراحل سليمان العيسى وبيان الصفدي مع قصيدة للأطفال لكل منهم.
ومن الجدير بالذكر أن المعرض استضاف في فعالياته آخر الأسبوع الماضي كذلك تلاميذ من مدارس دمشق مع مشرفين من معلميهم لمختلف الصفوف الابتدائية زاروا المعرض ثم دعاهم فنانو وزارة الثقافة لورشات عمل لفنون مختلفة وقاموا بتعليمهم المبادئ الأولية لهذه الفنون.