إضاءات في ذكرى التأسيس 1
يكتبها الياس عشي
مما لا ريب فيه أنّ عقيدة الحزب ـ النهضة التي أسّس عليها سعاده حزبه عام 1932، وخرج به إلى الملأ عام 1935 كانت السبب الأساس في بقاء الحزب السوري القومي الاجتماعي، كلّ هذه السنوات، حيّاً، فاعلاً، ديناميكياً، قادراً على تجاوز الأزمات، ولا سيما منها المواقف الكيانية والآنية والضيّقة التي تحكمت دائماً في أصول ومفاصل الأحزاب الطائفية والعائلية والعشائرية، متحمّساً للخروج من حالة الاستنقاع إلى حالة «النهر الذي لا نعبره مرتين» كما قال الفيلسوف اليوناني هيروقلاطس وهو يحثّ العقل اليوناني على الإبداع، والابتعاد عن التقليد.
فالعقيدة القومية الاجتماعية أكبر من حزب، وأصغر من دولة هي عقيدة فكرية واقعية بعيدة عن الطوباوية، يحكمها، بل يتحكم فيها، دستور تفتقر إليه كلّ الأحزاب، وهي على كلّ حال، في معظمها، أحزاب تراكمية، كما يقول الكاتب هنري حاماتي في كتابه «جماهير وكوارث». وقد أشار إلى ذلك الصحافي بسام سعد في دراسته «الحزب في مأزق» عندما قال «إنّ للحزب السوري القومي الاجتماعي دستوراً ينظّم الحياة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا لا نراه قط في الأحزاب الأخرى».