هل يمهّد الإبراهيمي للاستقالة؟ يائس من النجاح ولا حلّ من دون الأسد

باريس ـ نضال حمادة

يقضي المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أيامه هذه الفترة في لقاء مجموعات من المعارضين السوريين بصورة فردية لسؤالهم عن إمكانية أفكار جديدة يمكن طرحها لحلحلة الوضع الراهن في سورية المغلق على كل الصعد بحسب قوله. ويروي من يلتقون بالإبراهيمي يأسه من إمكان الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية في ظل الأوضاع العسكرية الراهنة، والخلاف الروسي – الغربي حول القرم الذي زاد من تشدد موسكو في سورية.

وتنقل مراجع سورية معارضة التقت أخيراً نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن الأخير قوله: «إن الأخضر الإبراهيمي أرسل تقريراً مفصّلاً إلى الأمم المتحدة يعرب فيه عن قناعته بعدم إمكانية الوصول إلى حل سياسي في سورية، غير انه أي الإبراهيمي لم يُشر في أيه لحظة على إمكان تخليه عن مهامه أو استقالته، على رغم أن كل كلامه يبدو تمهيداً لمثل هذه الخطوة».

وتضيف المراجع السورية المعارضة إن الدبلوماسي الجزائري كان يطمح بالحصول على جائزة نوبل للسلام في حال نجح في مهمّته على رغم قناعته أن إمكانية الحل شبه مستحيلة.

الأخضر الإبراهيمي يتحدث في مجالسه الخاصة عن علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد التي يصفها بالجافة قائلاً: «إن الأسد لا يوده، غير أن هذا لا يعني أن الحكومة السورية تريده أن يترك مهامّه على رغم انتقاداتها له، ويضيف إن السوريين لا يعرفون من سيخلف الإبراهيمي في حال استقالته، ولا يضمنون أن لا يكون خليفته أسوأ منه، وتضيف المراجع السورية المعارضة إن كون الإبراهيمي جزائري الجنسية يريح نوعاً ما الحكومة السورية، ولا يحمل المسؤولين السوريون على إظهار عداء كبير له، ويؤكد لمن يلتقي بهم من المعارضات السورية أنه لا يمكن إيجاد حل أو الوصول إلى مرحلة انتقالية من دون تعاون الأسد».

وفي هذا الإطار، يهاجم الإبراهيمي في جلساته الخاصة الائتلاف السوري المعارض، كما انه يهاجم مواقف قطر والسعودية وتركيا وفرنسا التي عملت طيلة الأعوام الماضية على مبدأ أن الائتلاف المعارض هو الممثل الشرعي والوحيد للمعارضة السورية.

ويقول: «إن هذه السياسة كانت بمثابة الخطأ الكبير الذي ضرب مصداقية المعارضة السورية، لدى الجميع وجعل روسيا لا تثق بها ولا تتعامل معها خصوصاً أن هذه المعارضة أظهرت العداء لروسيا في غباء سياسي قلّ نظيره».

ويتابع الإبراهيمي: «إن وفد الائتلاف السوري المعارض الذي زار موسكو بين جولتي «جنيف- 2» التفاوضية استقبل ببرودة كبيرة في موسكو، ويضيف إن المسؤولين الروس حدثوه عن ضعف الأفق والنظرة السياسية لدى أعضاء الائتلاف، الذين لم يكن لديهم أي تصور واضح لحل الأزمة أو لحلحلة بعض العُقد مرحلياً، وأنهم كانوا طوال الوقت يرددون كلاماً عاماً وشعاراتٍ تدعو موسكو للتخلي عن النظام، مقابل ضمان مصالحها في النفط، وفي عقود التسلح السوري وضمان حصتها في قيادة أركان الجيش السوري في حال وصلوا إلى الحكم».

وينقل الإبراهيمي عن المسؤولين الروس قولهم إنه لم تكن هناك أية دعوة رسمية من روسيا لقيادة الائتلاف للقيام بزيارة إلى روسيا، وجُلّ ما حصل أن أحمد الجربا اتصل بالقائم بالإعمال الروسي في تركيا في تشرين الثاني العام الماضي وأثناء الاتصال قال القائم بالأعمال للجربا: «لماذا لا يزور وفد من الائتلاف موسكو؟ رفض الجربا القيام بأية زيارة لموسكو طالما لم تغيّر روسيا موقفها من الائتلاف وانتهت المحادثة عند هذا الحد». غير أن اتصالاً أتى من الائتلاف قبل الجولة الثانية من «جنيف- 2» قال فيه المتصل إنهم سيلبون ما سموها دعوة تشرين الثاني 2013.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى