العقوبات الأميركية ضدّ إيران… إلى أين؟
عمر عبد القادر غندور
بدأ اعتباراً من اليوم تطبيق حزمة العقوبات الأميركية الشديدة كما وصفها ترامب على إيران، بهدف إخضاعها وسلب سيادتها وطعن كرامتها الوطنية على نحو ما ألِفه في تعامله مع الدول الرجعية العربية!
نظلم الرئيس ترامب إذا قلنا إنه وحده الذي يعتمد العقوبات الاقتصادية في مواجهة من يتخاصم مع الولايات المتحدة.
فهذه السياسة درجت عليها الحكومات الأميركية منذ العام 1812 يوم فرضت الخزانة الأميركية عقوبات اقتصادية ضدّ الانكليز وأنشأت مكتباً معنياً بهذا الأمر عام 1950 اسمه «أوفاك» لمكافحة من يهدّد المصالح الأميركية، سواء على الأراضي الأميركية أو خارجها من الدول والأفراد والمنظمات، وما زال هذا المكتب يعمل حتى الآن…
ولو استعرضنا حزمة العقوبات الأميركية والقوائم السوداء على إيران اليوم، يتضح أنها ذات العقوبات التي فُرضت على روسيا 2014 في مسألة أوكرانيا، وطالت القطاعات المالية والطاقة والدفاع والأسلحة، وعلى الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة «العدو الأول» وأجبرت الاتحاد الأوروبي وكثير من الدول الأخرى… على أن يسيروا خلفها في هذا النهج…! ومنه يتضح أنّ الإدارات الأميركية تستهويها العقوبات الاقتصادية وربما اعتبرتها أقلّ كلفة.
وحزمة العقوبات ليست جديدة على إيران، وقد خبرتها نحو أربعين عاماً، وقد أدرك قادتها أنّ الولايات المتحدة ليست محلّ ثقة بعد انسحابها من الاتفاق النووي، وهي تريد جولة جديدة من المفاوضات، والإيرانيون يرفضون.
إذن… نحن أمام مرحلة عضّ الأصابع، وإيران التي لم تخضع منذ العام 1979، فهل تخضع اليوم في عام 2018…!؟
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي