رئيس مجلس الأمن الروسي: أعداء دمشق يزيّفون الوقائع حول الأسلحة الكيميائية

أعلن رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن أعداء سورية يزيّفون الوقائع ليتّهموا السلطات الشرعية في دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وقال باتروشيف في كلمة ألقاها في الجلسة الـ17 لرؤساء المخابرات وهيئات الأمن الروسية، أمس: «أعداء السلطات السورية الشرعية يتهمون دائماً دمشق باستخدام الكيميائي ضد المدنيين».

وأضاف: «يتم العثور على ما يُسمّى بالأدلة على ذلك عن طريق تزييف الوقائع ونشر تسجيلات الفيديو المفبركة من قبل ممثلي الخوذ البيضاء والمنظمات المماثلة الأخرى. وفي الوقت ذاته يعملون ما بوسعهم لإخفاء وقائع استخدام المواد السامة من قبل الجماعات الإرهابية».

ونوّه باتروشيف، إلى أن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تخرق معاهدة حظر الأسلحة، في إطار عملها في سورية، موضحاً: «عمليات التحقيق نفسها تشهد خروقاً كبيرة لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، بعدم توجّهها إلى مكان الحادث، وبعدم تأمينها سلامة الأدلة الهامة».

إلى ذلك، ذكرت الخارجية الروسية أن الحكومة الأردنية أعربت عن موافقتها على العمل مع موسكو بخريطة طريقها الخاصة بإغلاق مخيم الركبان للاجئين السوريين على حدود المملكة.

وقال ممثل الخارجية الروسية، إيليا مورغولوف، في كلمة ألقاها أمس، خلال اجتماع لجنتي التنسيق الوزاريتين الروسية والسورية الخاصتين بعودة اللاجئين: «أكد الأردنيون، أثناء جلسة للمركز الروسي الأردني المعني بقضية اللاجئين السوريين في عمان يوم 31 أكتوبر، اهتمامهم بإزالة مخيم الركبان في أسرع وقت ممكن بعد نقل جميع اللاجئين والنازحين المقيمين فيه إلى سورية».

وتابع مورغولوف بأن الجانب الأردني أشار خلال الاجتماع إلى أنه «مستعد للعمل على ذلك وفق خريطة الطريق الروسية».

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن «الأولوية بالنسبة للأردن تكمن في إغلاق المخيم، الأمر الذي يتطلب، حسب الأردنيين، تكثيف العمل التوضيحي المشترك مع المقيمين هناك لا سيما من قبل السلطات السورية».

وأفاد مورغولوف بأن عمان من المقرّر أن تستضيف يوم 11 نوفمبر اجتماعاً مشتركاً للمندوبين عن روسيا والأردن والولايات المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية لمناقشة الوضع في مخيم الركبان والذي وصفه الدبلوماسي الروسي بالكارثي.

وأشار ممثل الخارجية الروسية في هذا السياق إلى «غياب نهج مشترك» للأطراف العاملة على حل قضية الركبان، موضحاً أن كلاً من برنامج التغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والولايات المتحدة تدعو لتكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، في الوقت الذي يؤكد فيه مندوب الأردن لدى الأمم المتحدة «نقل اللاجئين إلى سورية في أسرع وقت ممكن».

من جانبه، أكد رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن الاتحاد الروسي المشرف على الجهود الروسية في إطار إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، اللواء ميخائيل ميزينتسيف، أن هناك حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إيجاد حلول مبدئية لضمان عودة السوريين الذين وجدوا أنفسهم في ظروف معيشية بالغة الصعوبة بالركبان إلى أماكن إقامتهم الدائمة في سورية.

وشدّد ميزينتسيف على أن «هذه القضية يجب حلها فوراً وبصورة حاسمة، والمسؤولية المباشرة عن ذلك تقع بالدرجة الأولى على عاتق الجانب الأميركي».

وأشار ضابط روسي رفيع إلى أن موسكو مستعدّة لتقديم كل أشكال الدعم مع شركائها السوريين لعمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى الركبان وإعادة اللاجئين من كل المنطقة الواقعة في محيط القاعدة العسكرية الأميركية في التنف إلى بيوتهم.

على صعيد آخر، أعلن المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سورية، جيمس جيفري، أن الولايات المتحدة على دراية بخطر عودة الإرهابيين من سورية إلى الدول التي جاءوا منها، وتجري مباحثات مع روسيا وتركيا حول هذا الموضوع.

وقال جيفري للصحافيين: «يتم التركيز على موضوع القضاء على فلول «داعش» التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا في منطقة الفرات، وهذا القتال يجري حالياً إلى جانب «قوات سورية الديمقراطية».

وتابع: «نحن على اطلاع جيد على تواجد عناصر «جبهة النصرة» وداعش في إدلب، ونحن نجري مباحثات دائمة، خصوصاً مع روسيا وتركيا حول كيفية التعامل معهم. ولدينا قلق بشأن هؤلاء الأشخاص، خاصة خطورة خروجهم من سورية وانتشارهم في العالم».

وفي السياق، كشف المبعوث الأميركي عن قلق بلاده من نشر منظومات «إس-300» الصاروخية الروسية في الأراضي السورية.

وقال: «نحن قلقون من نشر منظومات «إس-300» في سورية. والسؤال هو من الذي سيشرف على هذه المنظومات؟ وما هو الدور الذي ستلعبه».

وذكر جيفري أن العسكريين الروس والإسرائيليين كانوا على اتصال دائم في ما بينهم حول الغارات الإسرائيلية على الأهداف في سورية. وأضاف: «نأمل باستمرار ذلك».

ونشرت روسيا منظومات «إس-300» الصاروخية في الأراضي السورية بعد حادث إسقاط طائرة «إيل-20» الروسية التي حملت موسكو «إسرائيل» المسؤولية عن ذلك.

في سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الروسية، في نشرة لها بشأن الوضع في سورية، بأن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية – التركية في سورية، رصد خلال الـ24 الساعة الأخيرة خرقاً واحداً لنظام وقف العمليات العسكرية، وذلك في محافظة اللاذقية، في حين لم يرصد الجانب التركي شيئاً قط.

ميدانياً، أوقعت وحدات من الجيش السوري قتلى ومصابين في صفوف مجموعات إرهابية حاولت التسلل إلى نقاط عسكرية في ريف حماة الشمالي.

وذكر مصدر في حماة أنه بعد رصد ومتابعة وجّهت وحدات من الجيش رمايات مركزة على تحركات لمجموعات إرهابية بعضها تابع لـ «الحزب التركستاني» حاولت التسلل باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في محيط بلدة المصاصنة بالريف الشمالي.

ويعد «الحزب التركستاني» الذي يضم إرهابيين مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية من أكبر المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريفي حماة الشمالي وإدلب ويتخذ من المدنيين دروعاً بشرية فضلاً عن استهدافه القرى الآمنة بالقذائف الصاروخية.

وأشار المصدر إلى أن رمايات الجيش اسفرت عن احباط محاولات التسلل وايقاع قتلى ومصابين بين الارهابيين وإجبار من تبقى منهم على الفرار باتجاه المناطق التي انطلقوا منها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى