التشكيليّ الراحل حيدر يازجي في سلسلة «أعلام ومبدعون»
بأسلوب حكائي شيّق تمر الكاتبة أريج بوادقجي على سيرة الفنان التشكيليّ الراحل حيدر يازجي ليجد القارئ نفسه بين أشخاص السيرة التي أبطالها الفنان يازجي وأسرته وأصدقاؤه الذي كان الشاعر سليمان العيسى واحداً منهم.
وتسرد بوادقجي في الكتيب الصادر ضمن سلسلة أعلام ومبدعين الكتاب الشهري لليافعة محطات من حياة يازجي الذي نزحت أسرته عن لواء اسكندرون السليب إلى مدينة حلب حيث كافح وعمل بشتى المجالات والأعمال اليدوية حتى نال الشهادة الثانوية ودخل معهد الفنون التشكيلية في حلب وتخرّج منه عام 1963 ليدرس مادة الرسم في مدارس المدينة وشارك في عدد من المعارض وفاز بالجائزة الأولى لمعرض طلاب الفنون التشكيلية ومتخرجيها.
وتشير الكاتبة إلى عائلة اليازجي المهتمة بالفنون فإخوته كلهم يجيدون الرسم وأخواله الفنان نعيم إسماعيل والأديب الفنان صدقي اسماعيل.
ويتابع يازجي دراسته في كلية الفنون الجميلة بدمشق ليوفد بعدها إلى موسكو لإثر فوزه بمنحة دراسية في المعهد العالي للفنون السينمائية ليتخرج منه بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف إضافة إلى الماجستير في الرسم والتصوير الزيتي ثم درجة الدكتوراه في فلسفة الرسوم الفنية المتحركة.
ولم يوقف يازجي وجوده في موسكو على الدراسة بل قدّم هناك نحو اثني عشر معرضاً قبل أن يعود لسورية ويعمل أستاذاً محاضراً في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.
وتشير بوادقجي إلى عمل الراحل كنقيب الفنانين التشكيليين حيث سعى إلى دعم قضايا الفنانين وتشجيعهم وساهم بتحويل النقابة إلى اتحاد.
كانت أعمال يازجي مادة دسمة للنقاد لما فيها من التجديد والابتكار فلفنه تجاوز بصري صادم يحملنا على عيش حالات إنسانية خالدة ومن أهم لوحاته واحدة تحمل اسم انتظار وبانوراما حرب تشرين التحريرية.
تختم الكاتبة الكتيب الذي يقع في 55 صفحة من القطع الصغير والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بقصيدة بخط الشاعر العيسى إلى الفنان يازجي نورد منها: «سلّم على أهلي وأهلك يا صديقي
كلهم باقون مثل جذور أشجار الصنوبر
في الهضاب العالية
باقون في انطاكيا».