مخزومي: نتائج الانتخابات أثبتت رغبة الناس في التغيير والحريري هو الأقوى سنياً
تنوّعت لقاءات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، بين متابعة التطوّرات السياسية المرتقبة بتشكيل الحكومة الجديدة، والاهتمام بالثروة المائية والحاجات الإنمائية لعدد من المناطق اللبنانية، إضافة الى واقع الإعلام المرئي والمسموع في لبنان.
سياسياً، استقبل الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي وأجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والمستجدات الحكومية. وبعد الزيارة قال النائب مخزومي: «اللقاء مع الرئيس عون هو للتهنئة بعيد الاستقلال. وقد أثنيت على الجهود التي يبذلها لدعم التعجيل بتشكيل الحكومة، ونلتقي مع فخامته على ضرورة تشكيل حكومة لا تهمّش أي طائفة او مجموعة سياسية». وأكد أن الرئيس سعد الحريري هو الأقوى سنياً، وان لا أحد يستطيع نكران ذلك، وقد نال ثقتنا وثقة غالبية نيابية لتشكيل الحكومة، ونتائج الانتخابات النيابية أثبتت أن الناس تريد التغيير وترفض النهج المتبع منذ 2005 وأن التفرد في الطوائف لم يعد قائماً».
وأكد النائب مخزومي على «استعجال قيام حكومة لأن البلد بحاجة ماسة الى خطة تنموية تنقذ الاقتصاد وتكافح الفساد والهدر وتساهم في إعادة بناء الدولة»، لافتاً الى انه وضع الرئيس عون في أجواء حلقة النقاش التي عقدها «حزب الحوار الوطني» أخيراً وشارك فيها مختصون وخبراء اقتصاديون لبحث في حلول للوضع الاقتصادي المتدهور.
والثروة المائية في لبنان، عرضها الرئيس عون بحضور وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، مع رئيس أكاديمية المياه في فرنسا الوزير السابق بريس لالوند Brice Lalonde والأمين العام الدائم لأكاديمية علوم ما وراء البحار في فرنسا البروفسور بيار جيني Pierre G ny، والمدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير، ومديرة قسم التنمية المستدامة والإنتاجية في «الأسكوا» الدكتورة رلى مجدلاني.
وقد عرض لولاند للتعاون القائم بين لبنان وأكاديمية المياه في فرنسا وسبل تطويره، فيما وجّه جيني دعوة للرئيس عون لإلقاء محاضرة في أكاديمية علوم ما وراء البحار في فرنسا. ورحّب الرئيس عون بالوفد، مركّزاً على اهمية الثروة المائية في لبنان والمقدّرة بحوالى 8 مليارات متر مكعب، والحرص الذي أبداه للمحافظة عليها من خلال إنشاء سلسلة سدود مائية سوف ينتهي العمل فيها تباعاً خلال السنوات المقبلة. كما ركّز الرئيس عون على الاهتمام الذي يوليه للشؤون البيئية لا سيما الثروة الحرجية ورعايته مشروع تشجير لبنان.
وخلال اللقاء، قدّم قمير للرئيس عون كتابه الجديد «الهيدرودبلوماسية والترابط بين المياه والطاقة والغذاء» Hydrodiplomatie et Nexus: Eau, Energie, Alimentation الذي سيُعلن عنه بعد ظهر اليوم في معرض الكتاب الفرانكوفوني في مركز «البيال» الجديد في تحويطة فرن الشباك.
إنمائياً، استقبل الرئيس عون نائب دائرة الشوف – عاليه الدكتور فريد البستاني مع وفد من أبناء بلدة دير القمر والجوار ضمّ عدداً من رؤساء البلديات والمخاتير. وألقى النائب البستاني كلمة قال فيها: «إن منطقة دير القمر والجوار بحاجة ماسة الى مستشفى يؤمّن لها الرعاية الصحية بعد أن أمّنتم لها الرعاية السياسية. وهذا الامر يشكّل اهمية قصوى لعودة الشوفيين وتجذيرهم في أرضهم». وأضاف: «أكثر من 15 عاماً مرّت من العام 2003 الى العام 2018 ومستشفى دير القمر لم يبصر النور بعد عهود وعهود من الحرمان مرت علينا واليوم وبعد السنوات العجاف، نأمل في عهدكم أن ننعم بسنوات الخير. إننا، ومع علمنا بالحالة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد ومع تقديرنا لكل الجهود التي تبذلونها للبدء بحملة النهوض بوطننا لبنان، جئنا نطلب منكم أن تتبنّوا مسيرة إكمال وتجهيز مستشفى دير القمر الحكومي، لكي يتم تدشينه في عهدكم الميمون». وطالب النائب البستاني باسم الوفد، بمساواة الشوف بمختلف المناطق اللبنانية «لا سيما أن تنفيذ هذا المستشفى يشكّل فعل إيمان والمدماك الاول للعودة الكريمة لكل قرانا وبلداتنا». ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، ومؤكداً اهتمامه بمطالب أبناء منطقة الشوف التي يوليها، كما سائر المناطق اللبنانية، عناية واهتماماً، وأعطى توجيهاته للجهات المختصة بالإسراع في إنجاز المشاريع الإنمائية والحياتية في الشوف، ولا سيما منها المستشفى الحكومي، خصوصاً أن من حق أبناء المنطقة أن يتلقوا الرعاية الصحية اللازمة.
وفي قصر بعبدا، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ الذي عرض مع الرئيس عون شؤوناً عامة وعمل المجلس، وواقع المؤسسات المرئية والمسموعة في لبنان.
واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية LNE Lebanese National Energy السيد فادي جريصاتي مع وفد من الجمعية، شكر رئيس الجمهورية على رعايته المؤتمر الذي تنظمه الجمعية تحت عنوان Mind the Gap والذي يتمحور حول دور المرأة اللبنانية وإبراز اللواتي يتمتّعن بقدرات ومهارات مختلفة. وسيعقد المؤتمر يوم السبت المقبل في قصر المؤتمرات في ضبيه.
وتمّ خلال اللقاء التداول في المواضيع التي تهمّ المرأة اللبنانية والرعاية التي يوليها رئيس الجمهورية لحقوق المرأة والقوانين التي أقرّت للمحافظة عليها، وتلك التي لا تزال قيد المتابعة بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية التي ترأسها السيدة كلودين عون روكز.