لقاء في «الرابطة السريانية» تضامناً مع أقباط مصر

استنكاراً للعمل الإرهابي الذي طالهم، عُقد لقاء تضامني في مقرّ الرابطة السريانية مع أقباط مصر بعنوان «هل نموت صامتين؟». شارك في اللقاء النائب السابق مروان أبو فاضل، رئيس الرابطة حبيب افرام، المطرانان جهاد بطاح وجورج اسادوريان، الأبوان لويس أورشليمي وياترون غوليانا وعدد من ممثلي الروابط المسيحية.

واستنكر المجتمعون في بيان، «المجزرة التي ارتكبت في مصر بحق الاقباط»، لافتين إلى أن «تكرار هذه الجرائم لا يستهدف فئة من المجتمع فحسب، بل يضعون ذلك في إطار استهداف الدول الوطنية، وفي طليعتها الدولة المصرية الوطنية المركزية الآتية من تراث عريق في إدارة السلام المجتمعي المصري كالنيل العظيم، من ضمن سياق التفكيك في المنطقة وصنع الفوضى وتمددها، وضرب كل قوة إقليمية وعربية تسعى إلى الاستقرار والسلام وحصر الصراعات ذات الأبعاد الدينية والمذهبية والعرقية الممزقة للمجتمع».

ودعوا «الدولة المصرية وأجهزتها إلى عدم التغاضي القضائي والأمني في التعاطي مع الإرهاب، ومع من يتساهلون معه»، ورأوا أنّ «استهداف المسيحيين الأقباط في مصر، هو استهداف للإنسان والآخر المختلف، ونحر لحقوقه التي نادت بها الشرائع الدولية والأديان السماوية، وهو جريمة مستمرة تحت أنظار المجتمع الدولي والعالم العربي الممزق بالصراعات والتفكك والإرهاب التكفيري»، ودعوا «العالم وحكوماته، أولاً إلى وضع هذه القضية في صدارة اهتماماته، ومطلوب منه على رؤوس الأشهاد أن يوقف رقصة الشيطان مع الإرهاب التكفيري، واستخدامه في إطار مصالحه في المنطقة ولتدمير مجتمعاتنا ودولنا وتفكيكها، لأن هذا الرقص الجهنمي تحديداً هو ما يسمح لمنظمات العنف الأعمى بالتمدد والانتشار، لا بل بالانتقال أيضا من ساحة إلى ساحة، بحسب ما تقتضيه المصالح والمخططات».

كما دعوا «المجتمعات العربية، حكومات ونخباً وقادة رأي عام، إلى الإدانة القاسية لا لمنظمات الإرهاب فحسب، بل لكل رعاية للتطرف والتشدُّد تحت أي مسمى كان»، مشدّدين على أنّ «قضية الحفاظ على التنوع في نسيج المنطقة … هي قضية عصرنا هذا ويجب أن تكون أولوية حكوماتنا ونخبنا وقياداتنا».

ورأوا أنّ «لبنان بتنوعه وتراثه العريق في الحريات وفي احترام الخصوصيات المجتمعية، على قاعدة الوحدة في التنوع، يجب أن تكون دولته وسياسيوه ونخبه في طليعة المواجهين للفكر الإرهابي التكفيري، وفي طليعة رافعي شعار الحفاظ على وحدة المجتمع وتنوعه وحقوق أفراده وجماعاته»، داعين «شرائح المجتمع اللبناني كافة والمسؤولين على مختلف مراكزهم، إلى الإلتفات إلى ما يحصل في محيطنا واعتباره خطراً وجودياً داهماً، وبالتالي إلى أوسع حملة تضامن مع إخوتنا المصريين، مسيحيين ومسلمين، في مواجهتهم للفكر العنفي الأعمى».

وأخيرا، شدّدوا على «الحاجة المتكررة إلى استمرار الحوار والتواصل مع المحيط المشرقي، ومع الهيئات الدولية والعربية ذات الصلة، من أجل تأمين كل القدرات والطاقات في مواجهة الأفكار التكفيرية الإرهابية وتجفيف منابع التطرف، ووضع جميع المسؤولين أمام صرخات الضحايا الأبرياء، فلا يبقى القتل والسحل والموت مخيماً على ديارنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى