هارمر لـ«سي أن أن»: لا يمكن هزيمة «داعش» بالضربات الجوية
رأى محلل الشؤون العسكرية البحرية الأميركي والباحث في مؤسسة دراسات الحرب كريستوفر هارمر أنّ «من الضروري وضع خطة لمهاجمة تنظيم داعش في مدينة الموصل بحلول الربيع المقبل على طاولة البحث»، لافتاً إلى «أنّ عدم إلحاق الهزيمة بالتنظيم في الموصل وسورية يعني عدم نجاح المهمة»، مذكراً بأنّ «الجيش الأميركي يقصف طالبان منذ 13 سنة من دون أي نتيجة».
وما إذا كانت العملية الحالية قد توسعت بعد نشر واشنطن لـ 1500 مستشار عسكري إضافي في العراق، قال هارمر: «إذا ضاعفنا عدد الجنود في العراق وأرسلناهم قدماً إلى أماكن قريبة من مواضع القتال، فقد يزيد الخطر المترتب عليهم، ولكن في الواقع لم يحصل توسيع للعملية وإنما زيادة في الموارد المخصّصة لها».
وأضاف: «عندما بدأ الرئيس باراك أوباما في حزيران الماضي الحديث عن إلحاق الهزيمة بداعش أو تدميره في العراق كان لدى كل من يملك خبرة عسكرية محترفة ثقة بأنّ مواردنا البشرية والعسكرية على الأرض لا تسمح بتنفيذ هذه المهمة، كما أنّ الجيش العراقي نفسه غير قادر، وبالتالي إذا كانت هناك رغبة في تدمير داعش فعلينا الزجّ بالمزيد من القوات في المعركة ولا حل آخر أمامنا».
وما إذا كان قرار زيادة عدد الجنود مؤشراً على أنّ العملية الجوية غير كافية ردّ هارمر: «المؤشرات على ذلك كانت موجودة منذ اليوم الأول، لا يمكن إلحاق الهزيمة بقوة مسلحة متمرّدة عبر الضربات الجوية».
ودعا هارمر إلى أخذ تجربة طالبان في الاعتبار، قائلاً: «لنتذكر أننا نقصف حركة طالبان من الجو منذ 13 عاماً، ولكنّ الحركة لم تستسلم أو توقف القتال بل تواصل السعي إلى التوسع والسيطرة على المناطق وشنّ هجمات ضخمة في أفغانستان وباكستان، لا يمكننا إلحاق الهزيمة بداعش عبر الضربات الجوية، وإنما يمكننا المساعدة على هزيمته من خلال العمل الجوي، ولكن كي تنجح هذه المهمة لا بدّ من وجود قوات على الأرض تسمح بتحديد المواقع المراد قصفها بدقة».
وأوضح هارمر «أنّ المشكلة التي نواجهها هي أنّ عناصر داعش دخلوا وامتزجوا مع السكان في شكل يجعل من المستحيل على طيار يحلق على ارتفاع 30 ألف قدم التمييز بين المدنيين والمسلحين، والطريقة الوحيدة لضمان الدقة تكون عبر وجود عناصر مدربة على المراقبة الأرضية، وإلا فإنّ الحملة الجوية ستكون بلا معنى».
وعن إمكانية شن هجوم برّي على مدينة الموصل خلال الربيع المقبل، أجاب هارمر: «إذا لم يكن هناك استعداد جدي لدينا ولدى القوات العراقية للتقدم نحو الموصل فسيستحيل إلحاق الهزيمة بداعش، علينا ضرب التنظيم في معقله بالموصل، وأن نهزمه في سورية».