النمسا تتهم روسيا بالتجسّس وكنايسل تلغي زيارتها إلى موسكو ولافروف يصفها بـ«دبلوماسية الصياح»
انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، «طريقة تعامل فيينا مع قضية اعتقال ضابط نمساوي متّهم بالتجسس لصالح روسيا»، واصفاً تصرفات الحكومة النمساوية بأنها «دبلوماسية الصياح».
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس، «إن سماعه نبأ قضية التجسس كان مفاجأة مزعجة».
وأضاف: «منذ قديم الزمان جرت العادة أنه إذا ظهرت لدى دولة ما مخاوف أو شبهات بشأن تورط دولة أخرى في أمر تعتبره تهديداً لها، فإن أعراف التعامل الدولي تستوجب ضرورة طلب توضيحات من تلك الدولة بشكل مباشر».
وعبر لافروف عن أسفه لـ»اعتماد شركائنا الغربيين في الفترة الأخيرة سلوكاً يستبدل الدبلوماسية التقليدية التي تراعي كافة متطلبات اللياقة بدبلوماسية مكبر الصوت والصياح».
وقال: «يتهموننا ويطالبوننا بالاعتذار العلني على خلفية قضية نجهلها تماماً»، مضيفاً «أن الخارجية الروسية ستلفت انتباه سفير النمسا إلى الوسائل المناسبة للتعامل مع موسكو».
وكانت الخارجية الروسية أعلنت أمس، عن «استدعاء سفير النمسا في موسكو يوهانيس أيغنبر على خلفية فضيحة التجسس التي فجّرتها فيينا في وقت سابق أمس».
وجاء هذا الإجراء عقب استدعاء السلطات النمساوية القائم بأعمال السفير الروسي لدى فيينا.
وفي وقت سابق أمس، طالب المستشار النمساوي سيباستيان كورتس موسكو بـ«تقديم معلومات شفافة بشأن هذه القضية».
كما أعلن كورتس «أن وزيرة الخارجية كارين كنايسل ألغت زيارة لها إلى العاصمة الروسية كانت مقررة مطلع الشهر المقبل»، مضيفاً «أن بلاده ستحدّد الخطوات التالية بعد التشاور مع الشركاء الأوربيين».
وذكر المستشار النمساوي «أن الضابط المعتقل استمرّ بالتعاون مع الاستخبارات الروسية حتى عام 2018».
من جانبه أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية في تغريدة على تويتر، بأن «مكتب مكافحة التجسس العسكري تمكن بالتعاون مع هيئات أجنبية، من الكشف عن حالة تجسس».
وأشار إلى أن «الضابط النمساوي المتقاعد استمرّ بالتجسس منذ تسعينيات القرن الماضي، وسلّم المعلومات التي كان يحصل عليها للجانب الروسي».
وأضاف أن التحقيق جارٍ معه، وقال: «حتى الآن الموقوف لا يزال متهماً، ولم تثبت إدانته بعد ويجب التحقيق للتأكد من صحة المعلومات المتوفرة. لكن مع الأخذ بالاعتبار الأحداث الأخيرة على سبيل المثال في هولندا، يمكننا في الوقت الحالي افتراض أن هذه الشكوك ستتأكد لاحقاً».
فيما أعلن الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، «أنه لا ينوي لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال منتدى السلام في باريس».
وقال الناطق باسم الرئيس النمساوي: «لا يخطط للقاء ثنائي مع الرئيس بوتين في باريس».