ترامب يتعرض للنقد لرفضه زيارة مقبرة للجنود الأميركيين بوتين يلفت أنظار قادة 70 دولة دفعة واحدة ويؤكد عدم الإخلال بمعاهدة الصواريخ
قبل بدء مراسم الاحتفالات بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، اختطف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنظار مئات الشخصيات التي وقفت تنتظره على منصة الاحتفالات أمام قوس النصر.
وكان بوتين آخر الواصلين إلى المنصة التي تصدرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وصافح بوتين الرؤساء الثلاثة، قبل أن يتخذ موقعاً له على يسار الرئيس الفرنسي بجانب عقيلته بريجيت.
وكان موكب قادة ورؤساء دول العالم، قد انطلق من قصر الإليزيه إلى قوس النصر المطل على جادة الشانزيليزيه حيث ضريح الجندي المجهول إيذاناً ببدء مراسم الاحتفال بمئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى.
ووضع الرئيس فلاديمير بوتين إكليلاً من الزهور أمس، عند النصب التذكاري لجنود الفيلق الروسي الذي قاتل في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى.
ويقع النصب داخل مركز باريس التاريخي قرب جسر ألكسندر الثالث وقصر غران بالي، حيث دشنه الرئيس فلاديمير بوتين في حزيران 2011.
ويشارك تلاميذ المدرسة الروسية في بوردو كوديران، وأبناء وأحفاد جنود الفيلق الروسي المذكور في الفعاليات الاحتفالية التي أقيمت في باريس أمس في مئوية الحرب العالمية الأولى.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي «استعداد موسكو للحوار مع واشنطن»، مشدداً على أن «روسيا لن تكون الطرف الذي سيتخلى عن معاهدة حظر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا».
وقال بوتين في حديث لقناة «آر تي» الناطقة بالفرنسية على هامش مراسم الاحتفال بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس، «إنه لم يعقد محادثات ثنائية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بسبب المراسم»، مشيراً إلى أنه «اكتفى بمصافحته».
وأكد بوتين «استعداد بلاده للحوار»، مرجحاً «أنه قد يلتقي ترامب خلال قمة العشرين»، ومؤكداً «عدم رغبته في مخالفة جدول أعمال الفعاليات الذي وضعه البلد المضيف فرنسا».
وأضاف: «نحن مستعدّون للحوار، ولسنا نحن مَن ينسحب من اتفاقية الحد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بل الأميركيون هم من يريدون ذلك».
وعلق بوتين على سؤال للصحافيين حول اقتراح ماكرون تشكيل جيش أوروبي موحّد، قائلاً: «فكرة تشكيل جيش أوروبي ليست بجديدة، وهي إيجابية لتعزيز التعددية في العالم»، مشيراً إلى أن «سعي أوروبا لتوفير أمنها بنفسها أمر مفهوم وطبيعي».
كما أوضح بوتين: «فيما يخص إيجاد قوات مسلحة بديلة، أوروبية مشتركة، فإن هذه الفكرة ليست جديدة، والرئيس ماكرون قام للتوّ بإنعاشها، إلا أن أحد الرؤساء الفرنسيين السابقين، كجاك شيراك، حدثوني بذلك، وهذه الأفكار كانت موجودة قبله».
وتابع بوتين «إن أوروبا كيان اقتصادي قوي وبشكل عام، فإنه من الطبيعي أنهم يريدون أن يكونون مستقلين، ومعتمدين على أنفسهم، وذوي سيادة في مجال الدفاع والأمن».
وفي وقت لاحق قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «إن الرئيس بوتين أجرى لقاء سريعاً مع ترامب»، واصفا إياه بـ»الإيجابي».
كما صرّح بيسكوف أمس، بأن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أروقة قصر الإليزيه في باريس».
وقال بيسكوف للصحافيين: «تحدث بوتين مع نتنياهو في قصر الإليزيه على انفراد».
يشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول للرئيس الروسي مع نتنياهو بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية «إيل- 20» قبالة السواحل السورية فوق البحر المتوسط.
فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمة بذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، أمس، «إن انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى كلّف كثيراً بعد مقتل وإصابة الملايين».
كذلك، بحث الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، «تطورات قضية مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي»، وذلك على هامش فعاليات مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قولها: «الرئيس ترامب جلس قرب نظيره التركي، وبحثا قضية الخاشقجي المأساوية».
وأضافت الصحيفة «أن أردوغان أكد قبل ساعات من مغادرته إلى باريس وجود تسجيلات صوتية تثبت تعذيب الخاشقجي»، وذكّر بأن «بلاده قد سلمت هذه التسجيلات لدول عدة».
ونقلت الصحيفة عن أردوغان بهذا الصدد: «سلّمنا التسجيلات الصوتية للسعودية والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا».
وأشارت الصحيفة إلى أن «البيت الأبيض لم يعلق بعد على الشريط الصوتي الذي تحدث عنه أردوغان».
من جهة أخرى، أنتقد عضو برلمان المملكة المتحدة نيكولاس سواميس حفيد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ»رفضه زيارة مقبرة للجنود الأميركيين بالقرب من باريس».
ونشر سواميس على حسابه الشخصي في موقع «تويتر» منشوراً قال فيه «لقد ماتوا وهم ينظرون للعدو وجهاً لوجه، ولم يتمكن هذا المثير للشفقة ترامب من تحدي الطقس والتعبير عن احترامه للتضحيات».
وأحيت فرنسا ذكرى مرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى بحضور نحو 70 من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية.
ووصل عشرات القادة في وقت سابق أمس، إلى قصر الإليزيه في باريس حيث كان ماكرون في استقبالهم.
وتوجه ضيوف ماكرون بعد ذلك إلى قوس النصر المطلّ على جادة الشانزيليزيه، حيث ضريح الجندي المجهول والشعلة الدائمة التي تخلد ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى.