بوتين: روسيا تصر على تحقيق موضوعي وكامل في كارثة الماليزية
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيد إصرار روسيا على إجراء تحقيق موضوعي وكامل في كارثة «بوينغ» الماليزية في شرق أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب تون عبد الرزاق في بكين أمس إن «روسيا مثل ماليزيا، تصرّ على تحقيق موضوعي وكامل في هذه الكارثة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن». وأضاف: «أعتقد أن الادعاء بأن منطقة سقوط الطائرة كانت تحت سيطرة من وصفوهم بالانفصاليين الموالين لروسيا لا أساس له إطلاقاً».
وقال الرئيس الروسي إن قوات الأمن الأوكرانية تقصف باستمرار منطقة تحطم الطائرة الماليزية، مشيراً إلى أن ذلك لا يسمح بالعمل المطلوب في هذه المنطقة، كما رحّب بوتين بالسماح لخبراء ماليزيين بالمشاركة الكاملة في التحقيق، مؤكداً أن ذلك سيساعد في إجراء تحقيق مستفيض.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الماليزي إن بلاده تبنّت موقفاً موضوعياً وتنتظر انتهاء التحقيق في أسباب الكارثة الجوية من دون أن تتهم أحداً من دون وجود أدلة، مشيراً إلى أن النتائج الأولية للتحقيق تؤكد أن الطائرة أسقطت، وأكد أن تحديد الجهة المسؤولة عن إسقاطها يتطلب السماح بدخول منطقة تحطم الطائرة لدراسة حطامها.
وأعرب رئيس الحكومة الماليزية عن أمله في أن جانبي النزاع في شرق أوكرانيا كليهما سيسمحان بدخول الخبراء المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده لا تمثل أياً من الأطراف المعنية في الأزمة الأوكرانية وأصبحت ضحية للأحداث الجارية في أوكرانيا.
جاء ذلك في وقت وصفت برلين المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام عن تقرير لاستخباراتها بشأن تحطم طائرة بوينغ الماليزية في أوكرانيا بـ«أنها غير مكتملة واقتطعت بشكل تعسفي من سياقها».
وقالت الخارجية الألمانية في مذكرة جوابية أرسلتها إلى السفارة الروسية في برلين «التفسيرات التي أوردتها الصحافة بشأن تقرير رئيس جهاز الاستخبارات الاتحادي إلى لجنة البرلمان الخاصة بالسيطرة على أنشطة المخابرات في 8 تشرين أول من العام الحالي، غير مكتملة واقتطعت بشكل تعسفي من سياقها».
وأوضحت الخارجية الألمانية أن «تحليلات وتقييمات جهاز الاستخبارات الاتحادي مبنية على معلومات مستقاة من أجهزة الاستخبارات ومن المصادر العامة، إضافة إلى معلومات واردة في تقرير موقت للجنة التحقيق الهولندية»، مضيفة أن «سيناريوهات عدة محتملة أخذت بعين الاعتبار صدقيتها واحتمالاتها».
يذكر أن مجلة «شبيغل» الالمانية نشرت في شهر تشرين الأول الماضي تصريحاً لرئيس جهاز الاستخبارات الفدرالي الألماني غيرهارد شيندلر ورد فيه أن المسؤولية عن تحطم الطائرة تتحمله قوات الدفاع الشعبي، بزعم أنها استخدمت منظومة صواريخ دفاع جوي من طراز «بوك» تمت السيطرة عليها من إحدى القواعد الأوكرانية.
سياسياً، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الوضع في المناطق التي يسيطر عليها «الانفصاليون» في شرق أوكرانيا أصبح خطيراً من جديد، داعياً جميع أطراف النزاع إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاءت تعليقات شتاينماير خلال زيارة إلى كازاخستان ووسط تنامي القلق بشأن تزايد حدة القتال بين قوات الدفاع الشعبي والقوات الأوكرانية الأسبوع الماضي على رغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في عاصمة روسيا البيضاء مينسك في الخامس من أيلول الماضي.
وقال شتاينماير في مؤتمر صحافي «للأسف الوضع أصبح خطيراً من جديد. اعتقد أنه ينبغي علينا حالياً أن ندعو جميع أطراف النزاع فضلاً عن الجانب الروسي إلى العودة من جديد إلى تطبيق بنود بروتوكول مينسك».
التصريحات الألمانية تزامنت مع إصابة 11 شخصاً بانفجار في مقهى بمدينة خاركوف في شرق أوكرانيا، اعتبرته النيابة العامة عملاً إرهابياً وفتحت قضية جنائية بهذا الشأن.
وأوضحت الهيئة الأوكرانية للطوارئ أن الانفجار وقع في مقهى «روكس باب ستينا»، ولم يسفر عن نشوب حريق، بل أدى إلى إصابة 11 شخصاً بجروح مختلفة نقلوا إلى المستشفى». وأشارت صحيفة «أوكراينسكايا برافدا» في وقت سابق إلى أن الانفجار وقع بسبب تسرب الغاز، بينما أفادت تقارير أخرى أن السبب علبة مجهولة رميت في المقهى.
وفي شأن آخر، صرح مصدر في المكتب الصحافي لشركة «نفطوغاز» الأوكرانية أن الشركة تلقت دفعة من «غازبروم» الروسية مقابل ترانزيت الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا، من دون الكشف عن تفاصيل أخرى، في حين كانت شركة «غازبروم» قد أعلنت في وقت سابق أنها دفعت قيمة خدمات ترانزيت الغاز عبر أوكرانيا وفق حساباتها بالكامل.
وأفادت وزارة الطاقة وصناعة الفحم الأوكرانية أن «نفطوغاز» قدمت فاتورة لـ«غازبروم» عن ترانزيت الغاز الروسي خلال شهري أيلول و تشرين الأول الماضيين، وبحسب بيانات الوزارة، بلغت فاتورة ترانزيت الغاز الطبيعي حتى أيلول الماضي 64 مليون دولار و88 مليون دولار حتى تشرين الأول الماضي.
يذكر أن «غازبروم» توقفت في 16 حزيران الماضي عن توريد الغاز إلى الجانب الأوكراني بسبب عدم سداد قيمة إمدادات الغاز حتى شهر حزيران مقدماً، إلا أنها استمرت في ضخ الغاز عبر الأراضي الأوكرانية ترانزيت إلى دول أوروبا، ورفعت «نفطوغاز أوكرانيا» دعوى ضد «غازبروم» أمام محكمة التحكيم في ستوكهولم بشأن إعادة النظر في عقد توريد الغاز.