دمشق تدعو لإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في «جرائم التحالف الدولي» في سورية
أكدت دمشق أن جريمة قرية الشعفة، التي ارتكبها طيران «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، تشير إلى انهيار تام لمنظومة القيم والمبادئ الأخلاقية التي تعاقدت الأمم على احترامها منذ إنشاء الأمم المتحدة.
وأشارت الخارجية السورية في رسالتين منفصلتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن بشأن غارة طائرات التحالف الأميركي غير المشروع والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً في قرية الشعفة بريف دير الزور، إلى أن ما حصل هو نتيجة الاستهتار التام للولايات المتحدة والدول المتحالفة معها بها، مؤكدة مرة أخرى على مدى استخفاف دول هذا التحالف السيئ الصيت بحياة الأبرياء من المدنيين وبأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. بحسب بيان ما نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا».
وطالبت الخارجية السورية في رسالتيها مجلس الأمن مجدداً «بالتصدي لمسؤولياته في التحرك الجاد والفوري لوقف هذه الاعتداءات والمجازر وتكرّر تأكيدها على ضرورة أن يتخذ المجلس ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم وإدانتها ومعاقبة مرتكبيها».
وذكرت «سانا» الاثنين: «واصل «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية جرائمه بحق السوريين حيث استشهد وأصيب العشرات من المدنيين بقصف عنيف لطيرانه على قرية الشعفة في ريف دير الزور الشرقي».
وذكرت مصادر أهلية لـ»سانا» أن طائرات تابعة لـ»التحالف الدولي» الذي يزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا نفذت غارات عدة على الأحياء السكنية في قرية الشعفة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما تسبب بمقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً.
ولفتت المصادر إلى أن عدوان «التحالف الدولي» المستمرّ على قرى وبلدات في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي تسبب بتشريد وتهجير مئات المدنيين الذين أصبحوا دون مأوى نتيجة تدمير منازلهم.
وتقوم واشنطن التي شكلت التحالف الدولي خارج الشرعية الدولية ومن دون موافقة مجلس الأمن منذ آب/ أغسطس 2014 بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية في حين تؤكد الوقائع أنها تعتدي على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين، «بحسب سانا».
إلى ذلك، في إطار سياسات واشنطن الداعمة لتنظيم «داعش» الإرهابي أقدمت مروحيات «التحالف الدولي» على نقل إرهابيين من التنظيم التكفيري من قرية السويدية شمال شرق الحسكة عند الحدود العراقية.
وذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أنه «وبتاريخ الـ 10 من تشرين الثاني الحالي قامت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بعملية إنزال جوية شمال شرق محافظة الحسكة ونقلت 3 أشخاص يرجّح أنهم تابعون لتنظيم «داعش» الإرهابي من قرية السوسة إلى جهة مجهولة».
وكانت طائرات تابعة لـ «التحالف الدولي» نفذت في الـ 7 من الشهر الفائت عملية إنزال جوي نقلت خلالها عدداً من إرهابيي تنظيم «داعش» من جنسيات مختلفة قرب بلدة الشعفة في الجيب الذي ينتشر فيه إرهابيو التنظيم التكفيري في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وسبقها بأيام إنزال جوي آخر عند أطراف قرية المراشدة في الريف الجنوبي الشرقي لدير الزور نقلت خلالها إرهابيين من تنظيم «داعش» في المنطقة.
وتزعم واشنطن التي تقود «التحالف الدولي» اللاشرعي أنها تحارب تنظيم «داعش» الإرهابي في الوقت الذي تنقل فيه قيادييه عبر طائراتها من المعارك لإنقاذهم إضافة إلى دعم التنظيم بشتى الوسائل سواء عبر استهداف نقاط الجيش كما حصل في جبل الثردة بدير الزور في أيلول عام 2016 أو عبر تزويده بالمعلومات الاستخبارية لشنّ هجمات على الجيش في البادية.
ميدانياً، أحبطت وحدات من الجيش السوري خلال الساعات الماضية محاولات تسلل مجموعات إرهابية باتجاه النقاط العسكرية المنتشرة في عدد من القرى والبلدات بريفي حماة وإدلب.
وذكر مصدر ميداني في حماة أن وحدات الجيش المتمركزة في معسكر بريديج بريف محردة الشمالي الغربي قصفت بالمدفعية الثقيلة مجموعات إرهابية متسللة من قرية الجنابرة باتجاه إحدى نقاطها بالريف الشمالي وأوقعت غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب.
ولفت المصدر إلى أن إحدى وحدات الجيش العاملة في تلة الحماميات بريف محردة الشمالي نفذت عملية على محاور تسلل وتحرك مجموعات إرهابية تابعة لما يُسمّى «كتائب العزة» في محيط قرية تل الصخر، حيث انتهت العملية بإحباط محاولة التسلل وإرغام أفرادها على الانكفاء والفرار باتجاه عمق القرية.
وتعد «كتائب العزة» التي تتبع لتنظيم جبهة النصرة أحد أبرز وأخطر المجموعات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في ريفي حماة وإدلب حيث تحاصر الأهالي وتحاول بشكل متكرر خرق اتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب عبر اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش ونقاطه في محيط المنطقة منزوعة السلاح.
وبين المصدر أن وحدات الجيش المتمركزة في المصاصنة نفّذت ضربات مركزة على مواقع ومحاور تسلل المجموعات الارهابية على أطراف بلدتي معركة ولحايا شمال مدينة حماة بنحو 25 كم أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين.
إلى ذلك اعترفت تنسيقيات الإرهابيين بمقتل المتزعم في «كتائب العزة» «علاء دعبول» متأثراً بإصابته قبل أيام بنيران وحدات الجيش خلال تصدّيها يوم الجمعة الماضي لهجمات إرهابية في محيط قرية الزلاقيات.