المقاومة: استقالة ليبرمان اعتراف بالهزيمة.. وانتصار لغزة
في أول ردّ فلسطيني على استقالة وزير الأمن الصهيوني أفيغدور ليبرمان أكد القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري عبر حسابه على «تويتر» أن «استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية».
الناطق الإعلامي للجان المقاومة أبو مجاهد أكد بدوره أن «استقالة ليبرمان انتصار نوعي للمقاومة بعد الفشل الأمني والعسكري في غزة».
مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب قال، «هذه واحدة من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال واعترافه بهزيمته»، مشيراً إلى أن «ليبرمان كان أعجز من أن يقف في وجه المقاومة».
كما رأى أن «كل إجراءات الاحتلال فشلت أمام صمود غزة وثباتها وصبرها»، مؤكداً «كنّا نتيقن من هذه النتيجة، وسيكون هناك المزيد من التداعيات للهزيمة السياسية التي مني بها العدو».
من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن «المقاومة حققت انتصاراً عسكرياً على هذا المحتل البغيض في أقل من أسبوع»، مشيراً إلى أنه «حصل انتصار أمني من خلال إفشال عملية أمنية في خان يونس».
وقال هنية «لقد حصل انتصار عسكري بهذا الأداء البطولي من فصائل المقاومة الفلسطينية التي ردّت على جريمة المحتل وعدوانه رداً يكافئ هذا العدوان»، مؤكداً «حققنا انتصاراً سياسياً باستقالة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان». ورأى أن «إعلان ليبرمان عن الاستقالة هو إعلان هزيمة له ولهذا الكيان الغاصب».
وأهدى هنية الانتصار «لكل أبناء شهداء الانتصار وخاصة للشهيد أحمد الجعبري الذي نعيش اليوم ذكرى استشهاده».
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أكد أن المقاومة نجحت وقلبت المعادلة، وحددت بوصلة الشعب الفلسطيني، ومشدداً على أن «المقاومة هي الطريق نحو القدس ونحو كل أرض فلسطين». كما لفت إلى أن «المقاومة في تطور وتصاعد والشعب الفلسطيني يحتضن المقاومة».
والناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة كتب على حسابه على «تويتر» أن «المقاومة لم تكتفِ بردع العدو عسكرياً بل أربكت حساباته السياسية»، مضيفاً «انظروا للمجزرة السياسية بين قادة الاحتلال التي أساسها العجز في مواجهة غزة».
ورأى أن «قَدر المقاومة الانتصار والتطور، وقدر العدو الفشل والتراجع»، معتبراً أن «استقالة ليبرمان عبرة لمن أراد أن يختبر المقاومة في غزة».
وأكد أن «شعبنا سيظل دوماً على موعد مع الانتصار وحماة العرين لن يسمحوا للعدو الصهيوني بالاستقرار».
كما أشار أبو حمزة إلى أن «المقاومة قادرة على إفقاد المستوى السياسي والعسكري الصهيوني مستقبله في أي جولة مقبلة ».
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتبرت من جهتها أنّ استقالة ليبرمان «نتاجٌ لقدرة المقاومة على الصمود في وجه العدوان وفي عدم تمكّن المؤسسة العسكرية والسياسية الصهيونيّة من هزيمة المقاومة أو فرض شروطها عليها».
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول أكد أن استقالة ليبرمان «تعكس هروباً من المسؤولية التي تحمّلها سواء في فشل العملية الأمنية المعقدة في خانيونس أو فشل العدوان على غزة».
ورأى الغول أنّ الاستقالة «لها علاقة بأوضاع داخلية تعيشها حكومة العدو الصهيوني، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات».
كما أشار إلى أنّ «ليبرمان يريد القفز من سفينة الحكومة التي تعاني من أزماتٍ عميقة، ليظهر وكأنه العنصر الأكثر تشدداً في التعامل مع الفلسطينيين».
ولفت إلى أن الاستقالة تأتي «مع تشكل حالة جماهيرية داخل كيان الاحتلال، والتي خرجت فيها الجماهير مستاءة من نتائج العدوان الأخير».
وحذّر الغول من «إقدام نتنياهو على عملٍ عنيف ضد قطاع غزّة، ضمن خياراته الحالية في الهروب من الأزمة، أو استغلال أي حدث كمبرر لخوض عدوان أوسع من الأخير على القطاع، حتى يكسب موقفاً أمام جمهور المستوطنين».
عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد محمد كناعنة قال «يجب أن نؤسس على انتصار غزة للمرحلة المقبلة». ورأى أن «ليبرمان يحاول أن يقدم نفسه كسياسي قادر على التصعيد ضد الفلسطينيين».
كناعنة أكد أن «المقاومة أثبتت أنها تملك القدرة على إرباك الساحة الأمنية والسياسية في الكيان الصهيوني».
يأتي ذلك بعد أن انتصرت غزة على العدوان الصهيوني الأخير على القطاع.
وأعلنت الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية أن «جهوداً مصرية مقدّرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني». وأشارت إلى أن «المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني».
وكان ليبرمان أعلن استقالته من منصبه وانسحاب حزبه من الحكومة، داعياً إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد.
وأوضح ليبرمان في ختام جلسة مغلقة مع أعضاء حزبه «إسرائيل بيتنا»، أنه اتخذ هذا القرار بسبب خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان آخرها حول وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي تسويغ الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، قال ليبرمان إنه تكمن من إدخال 15 مليون دولار إلى قطاع غزة خلافاً لرغبته كوزير للأمن، وبتعليمات خطية من رئيس الحكومة. وأضاف أنه كان ضد التريث في إخلاء تجمع الخان الأحمر السكاني البدوي، ولكن نتنياهو أصرّ على عدم إخلائه.
وذكر ليبرمان أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس باتجاه الكيان الصهيوني كان نحو 500، ولكن الرد الصهيوني لم يكن مناسباً ومتناسقا مع هذا الخطر ورؤيته، وإنما اتسق مع رؤية رئيس الحكومة، وبرّر ليبرمان قراره بما أسماه خضوع الحكومة لإملاءات حركة حماس ومن بينها وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى السماح بإدخال الملايين القطرية إلى قطاع غزة، ورفضه للتسوية مع الحركة.
ودعا ليبرمان كافة أعضاء الائتلاف الحكومي الحالي إلى التنسيق بينهم لتحديد موعد انتخابات مبكرة، في أقرب وقت ممكن وملائم للجميع.
من جهته، علق مصدر في حزب الليكود على استقالة ليبرمان، معتبراً أنه لا داعي لانتخابات مبكرة في هذه اللحظة الحساسة أمنياً، فبالرغم من خسارة الائتلاف 5 مقاعد في حال انسحاب «إسرائيل بيتنا» منه، سيحتفظ بأغلبية طفيفة في الكنيست الحالي. وأضاف المصدر أنه يمكن للحكومة أن تستكمل ولايتها، وأن حقيبة الدفاع ستنتقل إلى رئيس الوزراء نتنياهو على أي حال.