الراعي: النواب يمعنون في مخالفة الدستور
أسف البطريرك الماروني بشارة الراعي لأنّ النواب اللبنانيين «يخونون مسؤوليتهم الوطنية بافتعال الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى في لبنان، لخدمة أهداف ومآرب شخصية وفئوية ومذهبية، داخلية وخارجية، والإمعان في مخالفة الدستور بعدم انتخاب رئيس للبلاد».
كلام الراعي جاء في كلمة ألقاها خلال ترؤسه افتتاح مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان قبل ظهر أمس، دورته الثامنة والأربعين بعنوان «العائلة المسيحية في لبنان: رسالتها واقعها وخدمة الكنيسة»، في قاعة المؤتمرات في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا، مطارنة الكنائس المارونية والروم الملكيين الكاثوليك والسريانية والكلدانية والأرمنية واللاتينية، الرؤساء العامين والرئيسات العامات، وفد من البرلمانيين الكاثوليك من أوروبا وأميركا اللاتينية برئاسة رئيس أساقفة فيينا الكردينال كريستوف شونبورن.
استهلت الجلسة الأولى برفع صلاة بدء الدورة، تلتها كلمة الافتتاح ألقاها الراعي الذي أشار إلى «أنّ العائلة ليست من مسؤولية الكنيسة فقط، بل من مسؤولية الدولة أيضاً التي هي مسؤولة عن تأمين حاجات العائلة اجتماعياً وثقافياً وحياتياً واقتصادياً»، معتبراً «أنّ الجماعة السياسية تفقد مبرّر وجودها إذا لم تكن ملتزمة بما أوكل إليها الشعب». ولفت إلى «أنّ الدول الراقية تحافظ على مواطنيها وتوفر لهم المستوى المعيشي الأفضل وهذا لا تفعله الدولة اللبنانية بسبب عجز الطبقة السياسية الحاكمة».
وأسف الراعي «لأنّ الطبقة السياسية الحاكمة عاجزة»، وقال: «إنّ اللبنانيين المنتشرين متألمون للغاية، ونحن مثلهم، ومجروحون في كرامتهم الوطنية. ويقبّحون أصحاب السلطة السياسية، وبخاصة النواب الذين يخونون مسؤوليتهم الوطنية بافتعال الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى في لبنان، لخدمة أهداف ومآرب شخصية وفئوية ومذهبية، داخلية وخارجية، والإمعان في مخالفة الدستور بعدم انتخاب رئيس للبلاد، وبنشر شريعة الغاب واستباحة الفلتان في المؤسسات والفساد في الإدارات العامة والمال العام، والاستيلاء الفئوي والمذهبي على المرافق العامة وقدرات الدولة. اللبنانيون المنتشرون، ونحن معهم، يندّدون بالنواب اللبنانيين الذين يفتعلون خطر الفراغ على مستوى السلطة التشريعية، فيخالفون الدستور وإرادة الشعب، ويستعملون الوكالة المعطاة لهم من الشعب الذي انتخبهم لمدة معينة، كأنها حق خاص، ويمددون ولايتهم لأنفسهم. وبذلك يخالفون مجدداً وبدم بارد دستور البلاد».
بعد ذلك، ألقى السفير البابوي كلمة شدّد فيها على «أهمية دور العائلة في بناء المجتمعات وعلى الدعم الكبير الذي يقدمه قداسة البابا فرنسيس في سبيل ازدهار الكنيسة ونموها»، مؤكداً دعوة البابا الدائمة «إلى العمل من أجل إحلال السلام».
كما أكد «أنّ لبنان كان دوماً ولا يزال في تفكير البابوات وقلوبهم وقد أولوه اهتماماً خاصاً من خلال إرشادات رسولية متعدّدة، كما يولون اليوم اهتماماً لقضايا المسيحيين في الشرق لا سيما في العراق وسورية حيث المعاناة الشديدة»، مشيراً إلى «دعم الكرسي الرسولي لصوت الكنيسة والمجتمع في لبنان، اللذين يناديان بالعمل وفقاً للمؤسسات الديمقراطية والدستور».