ما هذا التناقض…؟!
د. جمال شهاب المحسن
زعم سعد الحريري في مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس أنّ «تيار المستقبل عابر للطوائف بالممارسة وليس بالتنظير على الآخرين» أيّ أنه «غير طائفي وغير مذهبي» وهو في نفس الوقت يقول حرفياً: «أنا بَيْ السُّنة في لبنان» … وفي القوليْن تناقضٌ كبير جداً!
وهنا نسأل: كيف يُترجم أقواله المتناقضة في الممارسة السياسية الفعلية؟
وردّاً على اتهامه حزب الله بتعطيل تشكيل الحكومة، نقول: فوق أنّ حزب الله ينطلق من نتائج الانتخابات النيابية ومعادلاتها وأحجام القوى فيها، فإنه يؤكد على موقف الوفاء مع حلفائه الذين هم فعلاً قد ساهموا في إعطاء الصراع السياسي في لبنان بعده الوطني، والذين من حقهم التمثيل الوزاري بحدوده الدنيا بوزير واحد، ومن حقهم المطالبة بكسر احتكار شخص وتيار بعينه لتمثيل طائفة بالكامل… في حين أنّ الطوائف الأخرى تشهد تنوّعاً وتعدّدية في التمثيل الوزاري…
ومن واقع أنّ حزب الله لا يفرض حجمه الكبير على واقع تركيبة مؤسسات السلطة في لبنان وهو متواضع جداً في ذلك، فإنه لا يمكن فرض سياسة «أمر الواقع» والتذاكي على حزب الله… ولا بُدَّ من أخذ كلمات قائد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعين الإعتبار… فكلامُ السيِّد سيّدُ الكلام، ونقطة على السطر.
وأخيراً: أتمنى كغيري من اللبنانيين المتحرّرين من رِبقَةِ التعصُّب الأعمى أن نخرج من المحاصصات الطائفية والمذهبية اليوم قبل الغد، وأن يرتفع التمثيل السياسي في لبنان لأصحاب الكفاءات العابرين فعلاً لكلّ الواقع الطائفي والمذهبي على قواعد المواطنة والمشاركة السياسية للجميع دون استثناء والديمقراطية الحقيقية مع التمسك بقوة لبنان القائمة على وحدته الوطنية ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تعمّدت بالدم والتجارب والإنتصارات… وهنا ندخل في بيت القصيد والموضوع الرئيسي الذي يهمُّنا كمقاومين وطنيين لبنانيين من كلّ المناطق.
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي