مسيرات العودة: التطبيع خيانة
عمر عبد القادر غندور
في مسيرات العودة لفك الحصار عن قطاع غزة التي انطلقت في يوم الأرض في 30 آذار الماضي، أبدع الشعب الغزاوي خاصة في استخدام الأساليب البدائية والبسيطة النضالية السلمية كالطائرات الورقية والاستمرار في تدفق هذه المسيرات حتى بلغت المئة، وغيّرت قواعد الاشتباك مع قوات الاحتلال، وهو ما يشكّل إنهاكاً للعدو وجنوده، رغم استشهاد 206 شهداء وإصابة 21 ألفاً… رافعة شعار «فلسطين تستحق أكثر»، وأكدت أنّ الحق الفلسطيني لن يضيع بفعل القوة الغاشمة وخيانات الأنظمة وتخاذلها، وآن للكيان الغاصب ان يتيقّن انّ نزفاً امتدّ لأكثر من سبعين عاماً لم ولن يؤدّي إلى اندمال هذا الجرح النازف، وأمامه قوافل الشهداء تتسابق إلى الشهادة بعد مئة يوم على انطلاقها دون تردّد وخشية…
وأروع ما في الأسبوع الأخير انطلاق المسيرة تحت شعار «التطبيع خيانة»، وانّ المعركة مستمرة مع العدو حتى الانتصار، وهو ما يستدعي صحوة عربية وإسلامية لدعم هذا الصمود الفلسطيني الخارق!
كثيرون قالوا لنا: إنكم تنفخون في قربة مثقوبة، وانّ الأمة مخدّرة لا قول لها ولا فعل! وانّ هؤلاء الفلسطينيين الشجعان سيمضون إلى ربهم ولن يضرّوا اليهود بشيء.
جوابنا هو أننا مؤمنون بأنّ النصر سيصير إلى الحق ودولة الحق إلى قيام الساعة وقد وعدنا الله سبحانه وتعالى بالتمكين اذا آمنا واصلحنا «وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا » «النور»
ونحن على ثقة بحديث رسول الله ونحن اليوم في ذكرى ميلاده الميمون «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لعدوّهم قاهرين لا يضيرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم امر الله وهم كذلك» قالوا اين هم يا رسول الله قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
ونحن بوعد الله ورسوله لمؤمنون.
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي