في عيدها الستين.. وزارة الثقافة تكرّم مبدعين سوريين وتعمّم الاحتفال في المحافظات السورية
دمشق – آمنة ملحم
إنه ليس يوماً عادياً بالنسبة لوزارة الثقافة بل إنه يوم عيدها الستين الذي يصادف 26 تشرين الثاني من كل عام. فكيف لها ألا تحتفل وتقيم الأفراح على وجنتي أمها سوريا بمختلف محافظاتها، مشعلة شعلة من نور شعار اختارته بدقة لاحتفالية هذا العام فكان «يوم الثقافة… لارتقاء الإنسان» وجعلت منه أياماً وليس يوماً فقط حيث ستمتد الفعاليات المرافقة لهذه الفعالية لغاية 3 كانون الأول وفي جميع المحافظات السورية.
بدأت الاحتفالية مساء يوم الاثنين في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بحضور وزير الثقافة محمد الأحمد ممثل رئيس مجلس الوزارء عماد خميس، ووزير الإعلام عماد سارة، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريما القادري، ومهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وكوكبة من الإعلاميين.
كانت الانطلاقة بمشهد ثقافي تنوّع بين معارض للكتب، الفن التشكيلي، الآثار والطفل، وركن مخصص للمسرح وآخر للسينما بالإضافة لمعرض توثيقي عن أهم الفعاليات التي أقامتها الوزارة في عام 2018، كما تضمن أيضاً مقطوعات موسيقية لعازفين دندنوا على مسامع الحضور ألحاناً عذبة بمثابة استقبال لهم في بهو الدار.
أما الحفل الرسمي فكنا على موعد معه في الصالة الرئيسية حيث كرمت الوزارة كوكبة من المثقفين وهم: الأديبة سهام ترجمان، الشاعر خالد أبو خالد، الباحث المؤرخ الدكتور عيد سعيد مرعي، المترجم زياد العودة، المخرج التلفزيوني محمد فردوس الأتاسي، المخرج السينمائي باسل الخطيب، الفنان الممثل رضوان عقيلي، الفنانة الممثلة صباح الجزائري، المخرج المسرحي الدكتور سامر عمران، الفنانة التشكيلية لينا ديب، الفنان التشكيلي موفق مخول، الفنان الموسيقي اياد الريماوي.
ورافق التكريم عرض فنّي قدّمته «فرقة أرام للمسرح الراقص» بقيادة نبال البشير، والذي ضمّ رقصات متنوعة على أنغام أغانٍ تتغنّى بالبلاد، إلا أنه جاء ضعيفاً في إحدى لوحاته التي اعتمدت على الإضاءة والألوان فبدت وكأنها استعراض دون غاية محددة أو حتى تجديد لافت.
وشارك بالحضور المسرحي للحفل كل من الفنان كفاح الخوص عن نص كتبه بنفسه ورافقته بالظهور الفنانة جيانا عنيد.
وفي كلمة لوزير الثقافة محمد الأحمد أكد بأن السنة الثامنة من الحرب الكونية الشرسة على بلدنا تقترب من نهايتها، وسورية، بجيشها وشعبها وقيادتها، تقف صفاً واحداً، نعم هذه حرب شاملة، والسلاح وحده فيها لا يكفي، والقلم وحده لا يكفي، والصورة وحدها لا تكفي. ينبغي أن يتضافر كل هذا في جبهة واحدة مرصوصة تقف كالطود في وجه كل من يفكّر بالاعتداء على وطننا. وهذا هو جوابنا لكل من يسأل عن أهمية أن ننتج أفلاماً ومسرحيات، ونقيم معارض وندوات، ونحيي حفلات فنية ونحن في أتون هذه الحرب المدمرة.
ونوّه الوزير بأن جوابنا هذا يضع حداً للجدل الدائر حول الفنّ للفنّ أم الفن للدفاع عن قضايا المجتمع. لقد أثبتنا للعالم كله أنه لا يمكن للمثقف والفنان في لحظات الخطر وتقرير المصير إلا أن يكون مع بلده وإلى جانب شعبه، أما أولئك الذين اختاروا النأي بالنفس، والاعتكاف في مكاتبهم ومحترفاتهم بانتظار أن ينجلي غبار المعركة، فقد وضعوا أنفسهم خارج سياق التاريخ والجغرافيا معاً. لأن العمل الإبداعي الذي لا يتفاعل مع محيطه ويؤثر ويتأثر به، هو عمل سيظلّ على هامش الحياة والإبداع واهتمام الناس.
وأضاف: لهذا نحن في وزارة الثقافة نُصرّ على أن تكون إنتاجاتنا الإبداعية متفاعلة مع بلدها وناسها، واقفة في صف أبنائها المخلصين الذين يواجهون هذه الجائحة من الفكر الظلامي التكفيري بأقلامهم وعقولهم، وفي صف جيشها الباسل الذي يبذل جنوده دمهم من أجل الذود عن شعب سورية وحضارة سورية وازدهار سورية.
الخطيب
وعلى خلفية الحفل أعرب المخرج باسل الخطيب عن سعادته بالتكريم، معتبراً أنه من الجميل أن يقدم الإنسان لوطنه وأن يحظى بالتقدير من قبله وهذا التكريم لكل السينمائيين الذين بقوا وصمدوا في سورية وقدّموا أفلاماً وأثبتوا أنهم ما زالوا موجودين.
الجزائري
بدورها الفنانة صباح الحزائري أكدت أن السوري يحب السلام والفرح والفن، وسورية انتصرت بالثقافة والوعي والفنّ حيث قدّم الفنانون السوريون أفلاماً تحكي عن الحرب خلال الأزمة وقاتلوا بالثقافة فكانت لهم فاعلية خلال الحرب.
فردوس
وأشار المخرج محمد فردوس أتاسي إلى أن الابداع هو فن الإمتاع، وكي تصل للإبداع عليك أن تمتع الجمهور وتصل لقلوبهم وعقولهم وتؤثر فيهم، وهو عندما عمل للدراما مع أبناء جيله اجتهدوا لينالوا رضا الجمهور وهذا قمة الإبداع، ومع هذا التكريم يشعر اليوم بأنه مبدع.
عقيلي
واعتبر الفنان رضوان عقيلي أن التكريم فرصة جميلة ولفتة كريمة من وزارة الثقافة معرباً عن سعادته الكبيرة به.
وكذلك رأى المخرج المسرحي الدكتور سامر عمران أن التكريم تقدير للجهد والعمل الذي قام به خلال الفترة الماضية متمنياً أن يكون ما قدمه يستحق هذا التكريم.
وتستمرّ احتفالية وزارة الثقافة في جميع المحافظات السورية بعروض مسرحية وسينمائية ومعارض وندوات فكرية وأدبية ونشاطات مخصصة للطفل وحفلات موسيقيّة.