أزمة تشكيل الحكومة: ماذا تبدّل بين الأحد ومساء الاثنين؟
عمر عبد القادر غندور
أطلق الرئيس المكلف سعد الحريري كلاماً يوم الأحد الماضي قال فيه إنّ مساحة لقاء القوى السياسية أكبر بكثير من رقعة الاختلافات، ولا بدّ من إيجاد الحلول للخروج من أزمة تشكيل الحكومة…
مثل هذا الكلام المسؤول والدافئ فتح من جديد كُوّة في جدار الأزمة، لكن أصواتاً تغصّ بالحقد والكراهية ومفردات الفتنة لعلعت من طرابلس، تزايد على الرئيس المكلف سنياً، وتُصوّب على جهة سياسية متهمة إياها بالتعطيل، وتولى أحد رموز الفتنة تبيان مضمون تصريحات المزايدة التي أطلقها «الغيارى» قائلاً «انّ السنة يتعرّضون للإقصاء والتهميش»!
ولا نعتقد انّ الرئيس المكلف يقبل بمثل هذه الأضاليل وهو القائل: «أنا بيّ السنة»، وبالتالي فإنّ هؤلاء لا يمثلون إلا انفسهم ولا يشبهون السنة ولا رجالات السنة الكبار.
واللافت أنّ مثل هذه المواقف الناسفة لكلام الرئيس المكلف لاقاها موقف لرئيس القوات اللبنانية يعزف على نفس الوتر، وكأنّ شيئاً قد استجدّ بين الأحد ومساء الاثنين!؟ ولا ندري بالضبط اذا كان الرئيس المكلف على تفاؤله، او انه قرّر المزايدة على من يزايدون عليه، ولكنه بالتأكيد لن يستطيع تشكيل الحكومة في مثل هذه الحالة.
الكتل السياسية الكبيرة توافقت على انّ من حق «سنة 8 آذار» الحصول على مقعد وزاري وفق المعايير التي اعتمدت، وهم يشكلون 31.4 من أصوات السنة في جميع المناطق اللبنانية، وهم النخبة التي تعبّر عن الرأي الآخر في صفوف أهل السنة، كما بقية النخب في الطوائف الكريمة الأخرى، وليس باستطاعة الرئيس المكلف أو غيره أن يحتكر تمثيل أهل السنة وفيهم مستقلون ومثقفون ورجال فكر ورواد تاريخ.. وليسوا قطيع غنم.
باستطاعة الرئيس المكلف الذي تقع على مسؤوليته مهمة تشكيل الحكومة، ان يتواضع ويعتبر انّ «سنة 8 آذار» ليسوا من أعدائه بل من ملّته، والتنوّع السياسي داخل الملّة الواحدة ليس رذيلة بل فضيلة.
أما إذا رأى غير ذلك فليشكل الحكومة…
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي