تحرّش جنبلاطي…
روزانا رمّال
هل من الممكن أن يكون بين دروز سورية من يمكن ان يؤثر فيه كلام وليد جنبلاط، فيتصالح مع «جبهة النصرة» التي أسماها «ثوار سورية»؟ والتي سبق ان اطلق تصريحاً رفض فيه وصفها بالإرهاب، معتبراً انها ممثل الشعب السوري، وانها الثورة السورية، وهو عندما يقول ثوار سورية يعرف جيداً انه يقصد «جبهة النصرة» لأنّ المنطقة التي يتحدث عنها في كلامه الأخير الموجه إلى ابناء الطائفة الدرزية هي منطقة تواجد الطائفة الدرزية في جبل السويداء المحاطة بالقنيطرة ودرعا وحوران حيث تنتشر «جبهة النصرة» وحدها وتشكل القوة الضاربة في ما يسمى «الجيش الحر».
يقول جنبلاط للدروز ان «لا مناص أمام أبناء الطائفة العربية الدرزية من فك ما تبقى من ارتباط مع النظام والاتجاه نحو تحقيق مصالحة شاملة مع مناطق الثوار، لا سيما في حوران ودرعا والقنيطرة، والابتعاد عن السقوط في الأفخاخ المتتالية التي ينصبها النظام، والتماشي مع تاريخهم المعاصر في مواجهة الظلم والانتداب بقيادة سلطان باشا الأطرش وبالتعاون مع كوكبة من الوطنيين السوريين من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق».
كلام جنبلاط عن ان «النصرة» معتدلة وليست إرهابية يؤكد انّ جنبلاط غير مقتنع بما يتكلم عنه.
أبسط الأمور انه عندما تكفر «جبهة النصرة» الدروز وتحلل دمهم، من هو الدرزي الذي سيتقبّل دعوة جنبلاط للتصالح مع «النصرة» وهي تعتبر في عقيدتها انّ كلّ الدروز كفار؟
يدرك جنبلاط اليوم أنّ أمر النظام السوري الحالي بالنسبة للاميركيين قد حسم، وأنّ التعاطي معه كطرف أساسي قوي في سورية بات أكيداً، خصوصاً بعد كلام كيري وهاغل الذي يؤكد على الرغبة الاميركية في تسليح المعارضة السورية لإجبار النظام على التفاوض وجولات دي مستورا وتصريحاته ودعوته المعارضة إلى الحوار مع النظام.
يبدو انّ جنبلاط يريد إعادة تجربة 2006 في هذه اللحظة، وهو الذي ادرك بعد الحرب حينها انّ حزب الله والمقاومة انتصرا على «اسرائيل» لكنه يعرف انه يستطيع تنغيص هذا النصر والتصويب عليه.
هل يستطيع أنصار وليد جنلاط إنكار انه كان يروي في التسعينات في مجالسه امام مقرّبين منه حينها ان طريقته في طلب موعد من الرئيس حافظ الاسد كانت بإطلاق تصريح ضدّ سورية فيعرف الرئيس الاسد انّ جنبلاط يريد موعداً منه وانه وصل إلى طريق مسدود مع معاونيه في الحصول على ما يريد؟
يعرف وليد جنيبلاط انه خسر دروز سورية الذين لم يتغيّر موقفهم تجاهه او تجاه النظام منذ 4 سنوات، لا الوجهاء ولا الشباب ولا مشايخ العقل، وبالتالي ما هو الطارئ الذي سيأخذهم نحو اي انعطافة يسعى اليها؟
إنه التحرّش الجنبلاطي…
«توب نيوز»