تقرير

كتب يوسي فيرتر في صحيفة «هاآرتس» العبرية:

ليلة السبت ـ الأحد، وقفت الحكومة «الإسرائيلية» وللمرّة الأولى منذ تشكيلها قبل 20 شهراً أمام خطر التفكيك، كان ذلك بعد المقابلة التحريضية والاستفزازية للوزير عمير بيرتس في القناة الثانية، إذ وجّه إلى رئيس الحكومة عدداً من الاتهامات. وفي الليلة نفسها، اتّصل نتنياهو برئيسة حزب عمير بيرتس، تسيبي ليفني، وأبلغها عن نيّته إقالة بيرتس في اليوم التالي أثناء جلسة الحكومة.

أمسكت ليفني برأسها، فهي أدركت مغزى هذه الخطوة: في حال أقيل بيرتس من الحكومة، فسيكون عليها سحب حركتها والخروج من الائتلاف. يا للعار: أن تُجر إلى الخارج بسبب بيرتس، خروج يُفرض عليها من قبل «الرقم 3» في حزبها ـ لم يكن هذا ضمن خططها، وهي تنسق هذه المواضيع مع يائير لابيد. ومن جهتها، فإنّ الظروف لم تنضج بعد للخروج من الائتلاف، إذ إنها تدرك حقيقة أنها لا تجد ما تفعله في هذه الحكومة منذ ثمانية أشهر، هذه الحكومة التي لها صلة بالعملية السياسية فقط في تصوّر جون كيري.

ليفني طلبت من نتنياهو الانتظار لمدة 24 ساعة، وهو أبدى من جهته استعداده للتفكير بهذا الامر، لكنه لم يلتزم. وفي صباح اليوم التالي، وقبل جلسة الحكومة، اجتمعت ليفني مع بيرتس وأوضحت له أن هذا ليس فيلماً يجلس فيه على كرسي من جلد الغزال وينتظر بأن يقوم «بيبي» بإقالته. وانصاع بيرتس، ودخل إلى جلسة الحكومة، وأعلن أنه سيستقيل في نهايتها من أجل «عصر الليمونة» أكثر فأكثر. وتحرّش بنتنياهو وحدثت بينهما مشادّة، الامر الذي سيكون جيداً بالنسبة إلى بيرتس في نشرات الأخبار المسائية وصحف اليوم التالي.

الآن، وبعد استقالة بيرتس… واستقالة جدعون ساعر، فإنّ الحكومة الآخذة في التقلص تنتظر التطورات: من أين ستأتي المواجهة المقبلة التي من شأنها أن تُضعف أكثر فأكثر منعة الحكومة؟

يحاول نفتالي بينيت إصدار أصوات أزمة حول موضوع ضريبة القيمة المضافة صفر، القانون الذي يريده وزير المالية لابيد، إذ يحاول أخذ الملايين للمستوطنات كشرط للموافقة على القانون، ونتنياهو نفسه أعلن بعض الانتقادات لوزير المالية بسبب رفضه اتخاذ خطوات اقتصادية معينة. ولم نسمع بعد من آفيغادور ليبرمان الذي شوهد أمس وهو يجلس مع يائير لابيد. ليفني انضمت بين الحين والآخر إلى هذا اللقاء الذي ظهر وكأنه يُخرب على الحكومة، بينما شاهد ذلك رجال رئيس الحكومة بعيون سيئة.

وسؤال الاسئلة هو: هل ستكون هناك ميزانية جديدة حتى نهاية السنة؟ الجواب يرتبط بشخصين فقط: نتنياهو ولابيد. فإذا أرادا، سيكون، وتستمر الحكومة عدة إشهر إضافية، وإذا لم يريدا، فلن يكون، وسنذهب إلى الانتخابات في الربيع.

سؤال من سيخلف بيرتس في وزارة البيئة لا يقلق الشعب، لكنه يقلق أعضاء الحزب. عميرام متسناع ـ «الرقم 2» ـ يرغب جداً في دخول الحكومة لكنه وضع نفسه في الأشهر الأخيرة في موضع المعارضة الشديدة لنتنياهو، أكثر من بيرتس. ومن الصعب رؤيته يؤدّي يمين الولاء لـ«بيبي«» و«معانقة الاشجار» كما يُقال عمن هم من المدافعين عن جودة البيئة.

اذا لم يكن متسناع، فسيكون مائير شتريت البديل. الرئيس المقبل سيكتفي بهذه الوظيفة الثانوية وهي وزارة البيئة. أقل من رئيس ولكن أكثر من رئيس الحزب كما هو في الوقت الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى