«البدر» أصبح مظلماً في كرتنا

إبراهيم وزنة

.. وأخيراً كشف «بدر» الأنصار عن أوراقه الصفراء، وهو الذي طالما تغنّى بمواقفه الخضراء في مقاربة معظم المحطات الخلافية في الساحة الكروية المحلية، فقبل انتهاء مرحلة الذهاب بثلاثة أسابيع وفي ضوء تيّقنه بأنّ اللقب الذي وعد به جمهوره مراراً قد أصبح بعيد المنال، خرج «النبيل» من صفاته وأعطى أوامره إلى مجموعة من جماهير ناديه ـ المغرّر بهم من قبله ـ للتظاهر والشتم والتطاول على رموز اللعبة الشعبية، فتقدّم المتظاهرين وعلى رأس جوقة الشتّامين راح يمثّل دور المستنكر والمستغرب، ولغاية في نفسه اختار الأسماء المحدّدة للشتم، من دون أن يردعه ضمير إنساني أو أخلاق رياضية.

وكما يدرك «النبيل» أنّ «بدر البطولة لن يطلع عليه هذا الموسم، ندرك وكما معظم المراقبين أنّ هناك حملة مشبوهة على رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، وهنا ـ وللتوضيح ـ لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مردّ التظاهرة «الخضراء»، وبحسب الإعلان والتحضير المسبق، يعود إلى الشعور بالغبن التحكيمي الذي لحق بالفريق العريق في آخر مباراتين! علماً أنّ بيان نادي طرابلس قد أسقط ورقة التوت عن العفّة الزائفة التي برع «النبيل» في تمثيلها. وبناء على ما تقدّم، كان من الأولى والأجدى أن توجّه صيحات الاستنكار إلى المسؤول عن الحكّام والأداء التحكيمي ومسيرة التحكيم، أي إلى رئيس لجنة الحكّام تحــديداً، إلا أنّ النوايا الخبيثة والدوافع المذهبية السائدة والمتسيّدة في عقول معظم المشتغلين في السياسة والشأن العام وحتى في الرياضة، حرفت مسار الانتقاد وسهام الشتم واللوم إلى مكان آخر وإلى شخص آخر، وكما الناس تخلق شياطينها كذلك تحدّد «الشياطين» ضحاياها.

ختاماً، بعد تمثيلية الانتخابات النيابية التي شهدناها ـ وكنت بطلها بامتياز ـ والمواقف المتأرجحة التي سمعناها منك، وفي ضوء انعكاس المشهد السياسي على واقعنا الكروي وعلى طموحات أمثالك، يتأكّد لنا أن كل ما حصل وما هو منتظر منك لاحقاً إنما يعود إلى خلفيات وطموحات سياسية، والأيام المقبلة ستؤكّد قولنا وتدعم رأينا.

ما حصل عيب كبير، ولا يبشّر بنهاية الموسم على خير ما يكون. على فكرة ، هل نسيت أنّ نادي العهد الدائر في فلك حزب الله سياسياً هو من أعطاك ثلاثة لاعبين وأراد لفريقك أن يكون بين أوائل المنافسين على اللقب؟ وسؤال آخر في هذا السياق، لماذا توجّهت جماهيرك بالشتم إلى رئيس نادي النجمة، هل في ذلك إيعاز أم للتمويه؟ بصراحة، ما زلنا نبحث عن بقعة ضوء في حياتنا الكروية، لكنّ ما حصل بالأمس أمام مقرّ الاتحاد يدعونا إلى التشاؤم والتخوّف من المستقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى